بدور الشدة فوق ابلن شوافي ونيب.
فهو ليس البليد الكسلان الذي يقيم بالبيت يحلب اللبن، إنه يريد (بدور) الركوب على إبل قوية نبتت أنيابها. وهم يأنفون من حياة الزراعة، وكان والد ود ضحوية قد أصر عليه أن يترك حياة الهمبتة والبقاء في القرية. والهمباتة في مواجهة المخاطر يعتمدون على أسحلتهم، يقول ود ضحوية:
كم فزعا خمدنا بيضة سنو،
يا ريت السيوف كان تحكي بي الفاعلنو.
والفزع هم أهل الإبل الذين يطاردون الهمباتة. يقول إنهم قد أخمدوا بياض أسنانهم بأن جعلوهم يعودون بدونها خاسئين ويتمنى أنه لو كانت السيوف تتحدث لأخبرت بأفعالهم وهم في سبيل الإبل لا يرهبون القيود والسجون.
المروءة: إن الهمباتة يتصفون بالمروءة والنجدة والشهامة. ومثلما تحلو لهم مجابهة المخاطر من أجل المال، يحلو لهم إنفاقه في إعانة المحتاجين، ومساعدة المساكين، وحل مشاكل أقاربهم ومعارفهم، وقبل هؤلاء جميعا «إخوان الفردة» رفاق الحارة، يقول ود ضحوية :
عند طرش الدرق ما بنسى شرط الخوة،
كباس لي الدهم عند البيقول يا مروة.
فحين البأس وقراع السيوف للدرق لا ينسى واجبه تجاه رفاقه، وهو يندفع في الليل لنجدة من يطلب النجدة وينادي «يا أبو مروة.» ومن مروءتهم أنهم لا ينهبون إبل الفقراء من الناس الذين يعتمدون عليها في معيشتهم وترحالهم، ولا ينهبون إبل اليتيم حتى لا يزيدوا أحزانه، ولا ينهبون إبل امرأة مهما كانت كثيرة، ولا يتعرضون لأصحاب الإبل المشهود لهم بالكرم ومساعدة المحتاجين والمساكين. إن هدفهم دائما وأبدا هم الأغنياء من أصحاب الإبل الذين لا يعينون المحتاج ولا يساعدون المسكين.
الكرم: إن الكرم من أبرز القيم العربية، وهو من أخص خصائص الهمباتة؛ فهم كما قلنا يعينون المحتاجين ويساعدون الفقراء والمساكين، وقد يصرفون كل ما يصل إلى أيديهم من مال في هذا السبيل، وخاصة للرفاق:
ناپیژندل شوی مخ