98

============================================================

القطع على ما في ضمائر الخلق وما يسرون ويكتمون. ويحتجون في ذلك بآثار مثل

قوله عالله : "المؤمن ينظر بنور الله" (1) .

وكل فرقة ممن ذكرنا تحتج بالآثار ، والكتاب والمقاييس . ولكن يطول ذكرها وإنما أردنا تحذير جملتها ، ليعرفها العالم المتثبت بالكتاب والسنة .

و كذلك الخطرات التي تدعو(2) إلى تدين القلوب من غير عبادات بالأعمال.ا كالقدر ورأي جهم، والرفض، والاعتزال، ونحوه. فلن يميز العبد بين ذلك وبين ما يحب (3) الله عز وجل من الأعمال والسنن ، إلا بشاهد العلم ، بأن (4) الله عز وجل أمر بذلك أو ندب إليه وأذن فيه، ولا تخطر خطرة فينفيها، آو يحجب قلبه عنها إلا أن يشهد له العلم أن الله عز وجل قد نهى عنها وذمها بسببها وعللها وأوقاتها .

فإنه قد تخطر بقلب العبد الخطرة داعية إلى خير فينفيه، وهو يحسب آنها شر ، وقد تدعو إلى سنة فينفيها، وهو يحسب أنها بدعة يزينها له عدوه. ومما يدلك(5) على ذلك: أن قلوب أهل البدع إذا خطرت بها خطرة تبعثهم على اعتقاد السنة نفوها وحسبوها بدعة () ، ولن يدع العدو أن يدعو العبد المريد إلى نفي خطرات (1) نظر المؤمن بنور الله حقيقة، ولكنها لا تصلح حجة على الناس ، فالشريعة أن الحجة لا بد أن تكون ظاهرة. والحديث أخرجه: الترمذي بلفظ: " إتقوا فراسة المؤمن فإنه ينظر بنور الله" . وقال ل الترمذي : غريب.

وأخرجه العسكري في الأمثال عن أبي سعيد الخدري . واهروي ، والطبراني، وابو نعيم في الطب النبوي، عن آبي أمامة . وأورده السخاوي في المقاصد الحسنة . وأخرجه أيضا القضاعي في الشهاب عن أبي أمامة . أنظر: (المقاصد الحسنة 19 ، اللباب في شرح الشهاب 116 ، سنن الترمذي ، تفسير سورة 19، 16.

(2) في ا: تعود.

(3) في ط: ما أحب.

(4) في ط: لأن الله.

(5) في ط: ومما يدل.

6) وهكذا يكشف الإمام المحاسي عن ميزان واضح لمعرفة المبتدعين، وهو أن كل من أكثر من اطلاق لفظ البدعة على أعمال الخير فهو المبتدع، وهذا لا يحصر الابتداع في هؤلاء وحدهم بالطبع .

مخ ۹۷