227

============================================================

وحب الغلبة ] قلت : فحب الغلبة قال : حب الغلبة قد يعتري من الرياء وغيره.

فأما ما يعتري من الرياء فكراهة أن يغلبه في المناظرة ويرتفع عليه من غلبة ويتضع عند من يعلم ذلك منه، ويحب أن يغلب فيعظم عليه ويثني عليه ويب ويوصل بالأثرة عليه.

وكم من عبد قد صارم رجلا في علم فناظره حقى غلبه، وقد كان المغلوب يبر ويعظم، فجفاه من كان يبره حين غلبه ومال بالبر والتعظيم إلى الغالب.

فيحب آن يخطيء غيره ويصيب هو، وإن أصاب اغتم لذلك، وتلك نهمة ابليس في العباد : أن يخطئوا في دين الله عز وجل ولا يصيبوا، ويغتم إن أصابوا .

ولا يتفهم ما يقول مناظره إنما همته الرد والشغب .

وبذلك وصف الله عز وجل الكفار، فقال: { وقال الذين كفروا: لا سمعوا لهذ القرآن والغوا فيه لعلكم تغلبون)(1).

قلت: وكيف يترك التعلم لما يحتاج إليه ولا يسأل عنه .

قال: قد يعتري ذلك من الرياء وغيره.

فأما ما يعتري منه من قبل الرياء، فكراهة أن يسأل عن أمر فيقال : هذا لا بحسن مثل هذا فيدع الحق أن يطلبه والحرام أن يسأل عنه، وهو يعلم أنه يحتاج

إليه، ثم توهمه نفسه ان ذلك منه حياء، وإنما هو منه رياء، ولو كان حياء لكان من الله عز وجل أحق أن يستحي، زعم من الناس أن يطلب الحق فيعلموا بذلك فيفطنوا بجهله ولا يستحيي من الله عز وجل، وقد علم أن الله عز وجل يعلم آنه يدع الحق أن يتعلمه ويطلبه.

وهذه الأخلاق كلها تتشعب من العجب والكبر وغيره، وإنما أخبرنا بما يهيج 1) سورة فصلت، الآية: 26.

227

مخ ۲۲۶