============================================================
[المباهاة]: قلت : ما المباهاة، وكيف هي، وما تورث، وإلى ما يؤول ضررها قال: بالعلم والعمل.
فأما بالعلم فالدوام على الطلب للعلم، وكثرة الحفظ له، والمواظبة عليه، وكثرة عدد من لقي من المحدثين، والمبادرة إلى الجواب حين يسأل هو او غيره. يجب بذلك ان يصيب الحق ليعلو، او ليعلم انه فوقه، ويعلم غيره أنه أعلم منه ، ويبادر الى ذكر الحديث ليعلم صاحبه انه اعلم منه، وإن ذكر صاحبه حديثا اخبر انه يعرفه، مباهاة ليفوقه.
والمباهاة بالعمل، إن اجتمع هو ومن يذكر الله عز وجل ، أو يقاتل في سبيل اله عز وجل، أو يصلي، او يعمل عملا من أعمال البر.
فإن صلى غيره قام فصلى جزعا ان يعلوه، ويكره صلاة المصلي معه ليرى فضله وإن صليا جميعا طول الصلاة ليتحشم صاحبه ويمل ، فيترك الصلاة، فيرفع فوقه ويكون قد علاه في المنزلة عند من يعلم ذلك، أو عند المصلى معه، ليستصغر نفسه ويرفعه على نفسه، ويرى فضله عليه.
وكذلك القتال في الحرب: يبادر قدام غيره، ويحب ان يتخلف ويتقدم هو ويحمل نفسه على الكر على العدو بكل ما يقدر عليه ليعلوه، ويرى فضله عليه، ولعله يقتل على ذلك محبطأ اجره، ولا آمن مقت الله عز وجل له .
وكذلك في سائر الأعمال.
وأما المباهاة في الدنيا : فالمباهاة بالبناء، فينفق ما لو كان إليه وحده ما أنفقه ولكن لمن قاربه من الجيران، أو من الأقارب والأصحاب والأشكال من أهل عمل ه ومثله.
فأنفق من النفقة اكثر مما لو كان يريد بالبناء نفسه، فأنفق للمباهاة أضعاف ذلك، ليلا يعلوه غيره، ليكون هو العالي عليه.
مخ ۲۲۳