============================================================
ولا أفطرت" (1).
فقال بعضهم: من آجل آنه حدث به .
وقال بعضهم: من آجل كراهة صوم الدهر.
وخطرة تدعو من أبي أن يحدث به إلى حب الحمد فيما ظهر، من نحول الجسم او صفار اللون ، أو انقطاع الصوت، أو يبس الشفة ، أو جفوف الريق وخروجه يابسا، أو آثار الدموع، أو انغيار العينين (6) ، أو غلبة النعاس بين الخلق ، فيحب ذلك ويسر به رجاء أن يستدلوا به على عمله، فيحمده بالتوبة والظن بما ظهر منه .
وقد يعرض بالحديث دون التصريح ليفطنوا له ، لأن نفسه تجزع أن يظنوا أنه مرائي إذا حدث به، ويجب ان يعلموا بما كان منه فيحمدوه، فيحب ان چچمدوه ولا يذموه فيعرض به بترك التصريح كراهة أن يظنوا به الرياء، ويريد أن يفطنوا بالتعريض للمعنى، فيحمدوه على ما كان يستر عنهم من طاعته لربه عز وجل.
وقد يترك التصريح بالكلام، وتغلبه نفسه على التعريض إرادة الحمد، فتلك خطرة تعترض بذلك، فيقبلها ويعمل عليها.
وقد يأبى الحديث والتعريض والمحبة والسرور بما ظهر من دلائل طاعته من الون والنحول وغيره، فيدعوه عند لفائهم إلى حبة التعظيم له لما ظهر هم من بر5، وإن كان قد مضى خالصا لربه عز وجل ، فيحب آن يبدأه بالسلام والبشاشة .
فأعظم إخوانه عنده قدرا : من عظمه على طاعة ربه عز وجل، واهونهم عليه من رك تعظيمه له على ما يعرف منه، وججد ويغضب على من لم يعظمه ويبره، ويقرب من عظمه وججله على ما يعلم منه .
(1) آخرجه : مسلم في صحيحه، ح196، 197 من كتاب الصيام. وابو داود في سننه، الباب 53 من كتاب الصوم. والنسائي في سننه ، الباب 71، 72، 73، 75 من كتاب الصيام . وإبن ماجه في سننه ، الباب 28 من كتاب الصيام. والدارمي في مسنده، الباب 37 من كتاب الصوم. وإبن المبارك في الزهد 50. والامام احمد بن حنبل في مسنده 24/4، 25، 26، 414، 431، .331 ،2976 (2) أي : غورهما دلالة على السهر.
مخ ۲۱۰