============================================================
قالت : فكيف يورث التحذير أمنا قال: يدعوك إلى الحذر من الرياء بترك العمل.
ولما لم تطعه في ترك العمل دعاء إلى الرياء ليحبط عملك .
فلما لم تطعه ولم تجبه إلى ذلك حذرك الرياء بترك العمل ، فقال : إنك مرائي فدع العمل، فردك إلى ما أرادك عليه من ترك العمل اولا.
فلما لم تجبه إلى تحذيره ورثك أمنه فأمنته، إذ لم تفطن أنه إنما أراد أن يحرمك ثواب العمل إذ عرض لك بتحذير الضرر ، وأنك تريد بذلك الإخلاص فلم تخلص له ، عز وجل، شيئا حين تركت العمل.
لأن الاخلاص: أن تعمل وتحذر الرياء وتنفيه عن عملك، فيخلص لك عند ربك تعالى، وليس الاخلاص ان تترك العمل ، فلا يخلص لله عز وجل عملك .ا فعلى المريد الاخلاص في عمله ، فإن ترك العمل إرادة الإخلاص فلم يخلص ل ه عز وجل عمله، ولكن تركه.
ارأيت لو أن عبدا دفع إليه مولاه حنطة، فقال : طيبها واجعلها خالصة من الزوان والشعير، أو فضة فقال له : ألقها في الخلاص، حتى تكون فضة خالصة من ال الخبث والغش ، فألقى الحنطة والفضة، فقال : أخاف ان لا تخلص، هل كان أخلص لولاه شيئا.
فقد خدع من قبل الاخلاص بترك استعمال الاخلاص حيث امر او ندب إليه، لأن التخليص غير الإخلاص.
التخليص : التمييز بين الجيد والرديء، والحق والباطل.
والإخلاص : أن يكون الحق والجيد خالصا صافيا من كل ما يشبهه .
فكذلك التخليص في العمل لله ، عز وجل هو : نفي الخطرات، وترك القبول لرياء، واعتقاد الاخلاص، فيكون عملا خالصا بعد ما ميز من الرياء، وعزله منه ونفي الرياء أن يخالطه.
مخ ۲۰۵