============================================================
فان عرضت خطرة ذكرها وكان أقوى على ردها، لأنها تعرض بقلب مشغول بالله عز وجل، قد غلب عليه نور الاشتغال، فأمات منه الهوى، وقوى منه العقل وزجر الجهل، وجانبه بنور العلم، فيرده بأهون الرد .
ومثل الذي يفرغ قلبه او بعضه لانتظار خطرة من الشيطان ، مثل من يريد أن ينزف الماء القذر من بثر، والماء من المجرى إليها واصل، فهو ينزف والماء إليها ري، فيقطع أيامه بالنزف ولم تجف البئر من الماء.
ومثل الذي يلزم الاشتغال بالله عز وجل قلبه : مثل من جعل لمجراها سكرا (1) وسدا : فإذا جاء الماء رده بذلك السكر والسد، من غير كلفة ولا عناء ، فطهر البثر من السائل من الأقذار، وقل تعبه وكلفته في النزف .
و كذلك من اشتغل بالله عز وجل رد الخاطر باشتغال قلبه بربه ، عز وجل ونوره وقوة عزمه بأهون الرد.
فهذه الفرقة للقرآن والسنة والصالحين أتبع، وعلى رد الخطرات أقوى وأبعد من الخدع والنقص، فالزموا الحذر، قلوبهم بغير اشتغال بالعدو، ولا خافوا المقدرة عنده دون ربهم، عز وجل، ولكن طاعة لله توكلا عليه واتباعا لأمره ولم يعدوا الاشتغال بربهم جل وعز، والإعراض عن الاشتغال بالشيطان وذكره .
فهم في الاشتغال بربهم دائبون، وبالحذر إذا عرض الخاطر متيقظون، وبقوة الاشتغال بالله يسهل عليهم رد الخاطر إذا عرض بفتنة، فسلموا وغنموا ، واتبعوا واستقاموا.
باب الغلط في الحذر من العدو إبليس قلت: فإذا خطرت خطرة، تحذيرا للرد، هل يكون في التحذير غلط قال: إن أنفع التحذير، ما لم يورث أمنا.
(1) يعني : سدا.
مخ ۲۰۴