46

Rhetorical Techniques

أساليب بلاغية

خپرندوی

وكالة المطبوعات

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٩٨٠ م

د خپرونکي ځای

الكويت

ژانرونه

لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا» (١). يقول الراغب الأصفهانى فى تفسيرها: «البلاغة تقال على وجهين: أحدهما: أن يكون بذاته بليغا، وذلك بأن يجمع ثلاثة أوصاف: صوابا فى موضوع لغته، وطبقا للمعنى المقصود، وصدقا فى نفسه. ومتى اخترم وصف من ذلك كان ناقصا فى البلاغة. والثانى: أن يكون بليغا باعتبار القائل والمقول له، وهو أن يقصد القائل أمرا فيرده على وجه حقيق أن يقبله المقول له. وقوله تعالى: «وَقُلْ لَهُمْ فِي أَنْفُسِهِمْ قَوْلًا بَلِيغًا» يصح حمله على المعنيين» (٢). وذهب الزمخشرى مذهبا نفسيا فى تفسيرها، وأشار إلى تأثيرها رمزا فى قوله: «قل لهم قولا بليغا مؤثرا فى قلوبهم يغتمون به اغتماما ويستشعرون منه الخوف استشعائرا» (٣). فى الحديث: وليس فى أحاديث النبى- ﷺ ما يشير إلى هذا المعنى مع كثرة ما جاء من مشتقاتها فى كلامه (٤). فقد ورد عنه قوله: «إنّ الله يبغض البليغ الذى يتخلل بلسانه». وجاء عنه أنه عاب فيه المتشادقين والثرثارين والذى يتخلل بلسانه تخلل الباقرة بلسانها (٥). فى التراث: ولا نكاد نعثر على بغيتنا فى فترة صدر الإسلام، وحينما جاء العصر الأموى نجد معاوية بن أبى سفيان يسأل صحارا بن عياش: «ما هذه البلاغة

(١) النساء ٦٣. (٢) المفردات فى غريب القرآن ص ٦٠. (٣) الكشاف ج ١ ص ٤٠٧. (٤) النهاية فى غريب الحديث والأثر ج ١ ص ١٥٢. (٥) البيان والتبيين ج ١ ص ٢٧١.

1 / 52