Rhetorical Techniques
أساليب بلاغية
خپرندوی
وكالة المطبوعات
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٩٨٠ م
د خپرونکي ځای
الكويت
ژانرونه
- أو عن غير هذين النوعين، كقوله تعالى: «قالُوا: سَلامًا، قالَ: سَلامٌ» (١)، كأنه قيل: فماذا قال إبراهيم ﵇؟ فقيل: قال سلام.
ومنه قول الشاعر:
زعم العواذل أنّنى فى غمرة ... صدقوا، ولكن غمرتى لا تنجلى (٢)
لما حكى عن العواذل أنّهم قالوا: هو فى غمرة، وكان ذلك مما يحرك السامع لأن يسأله فيقول: فما قولك فى ذلك وما جوابك عنه؟ أخرج الكلام مخرجه إذا كان ذلك قد قيل له وصار كأنه قال: أقول صدقوا أنا كما قالوا ولكن لا مطمع لهم فى فلاحى، ولو قال: «زعم العواذل أنّنى فى غمرة وصدقوا» لكان يكون لم يصح فى نفسه أنّه مسؤول وأن كلامه كلام مجيب (٣).
ومنه قول الوليد بن يزيد:
عرّفت المنزل الخالى ... عفا من بعد أحوال
عفاه كلّ حنّان ... عسوف الويل هطّال (٤)
فانه لما قال: «عفا» وكان العفاء مما لا يحصل للمنزل بنفسه كان مظنة أن يسأل عن الفاعل.
ومثله قول المتنبى:
وما عفت الرياح له محلّا ... عفاه من حدا بهم وساقا
فانه لما نفى الفعل الموجود عن الرياح، كان مظنة أن يسأل عن الفاعل.
(١) هود ٦٩. (٢) الغمرة: الشدة. (٣) ينظر دلائل الإعجاز ص ١٨٢. (٤) عفاه: محاه. حنان: مصوت، والمقصود الرعد المصاحب للمطر. عسوف: شديد. الوبل: المطر الشديد.
1 / 192