Reverence in Prayer - Al-Sabbaagh
الخشوع في الصلاة - الصباغ
خپرندوی
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة،القاهرة - مصر،دار الوراق للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الثالثة
د چاپ کال
١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
د خپرونکي ځای
الرياض - المملكة العربية السعودية
ژانرونه
ـ[الخشوع في الصلاة]ـ
المؤلف: أبو لطفي، محمَّد بن لطفي، بن عبد اللطيف، بن عمر الصبَّاغ
الناشر: دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة، القاهرة - مصر، دار الوراق للنشر والتوزيع، الرياض - المملكة العربية السعودية
الطبعة: الثالثة، ١٤١٩ هـ - ١٩٩٩ م
عدد الأجزاء: ١
[ترقيم الكتاب موافق للمطبوع]
ناپیژندل شوی مخ
الخُشوع في الصلاة
د. محمد بن لطفي الصَّبَّاغ
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
دار الوراق للنشر والتوزيع
1 / 1
بسم الله الرحمن الرحيم
جميع الحقوق محفوظة
الطبعة الثالثة
١٤١٩ هـ-١٩٩٩ م
مكتبة الورّاق
المملكة العربية السعودية - الرياض - الرمز ١١٤١١ - ص. ب ٩
هاتف: ٤٥٥١١٤٢ - فاكس: ٤٥٣٠٠٧١
دار السلام للطباعة والنشر والتوزيع والترجمة
القاهرة - مصر ١٢٠ شارع الأزهر ص. ب ١٦١ الغورية
هاتف: ٥٩٣٢٨٥٠ - ٢٧٠٤٢٨٠ - ٢٧٤١٥٧٨ (٢٠٢) - فاكس: ٢٧٤١٧٥٠ (٢٠٢)
1 / 2
الخشوع في الصلاة
مقدمة
الحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلاة على سيدنا محمد سيد الأولين والآخرين، ورسول رب العالمين، أرسله الله رحمة للعالمين، فهدى به من الضلالة، وأخرج به الخلق من الظلمات إلى النور، وعلى آله الطاهرين، وأصحابه الطيبين، وعلى من دعا بدعوته وهدى إلى سنته إلى يوم الدين.
أما بعد:
فقد فاتحني كثير من الإخوان والأبناء أنهم لا
1 / 3
يخشعون في صلاتهم، وأن الخواطر الدنيوية تغزوهم في الصلاة وهم واقفون بين يدي الله، ولا يجدون فكاكًا منها، وكانوا يعرضون شكواهم متأثرين متألمين.
وقد رأيت كثيرًا من الناس وهم في الصلاة يتحركون ويعبثون بحيث إذا أقبلت عليهم وتأملت وضعهم لم يخطر ببالك أنهم في صلاة أبدًا؛ فهم في حركة دائمة، وقد يأتون بما لا يليق للمرء أن يأتي به وهو في مواجهة رجل كبير من الناس، من فرقعة الأصابع، وقضم الأظافر، وملء الساعة، وتعديل الثوب وغطاء الرأس، والالتفات، ونقر الركعات والسجدات، إلى غير ذلك.
فتبيّن لي ضرورة كتابة كلمة في الخشوع في الصلاة عملًا بالأصل الإسلامي الكبير وهو الأمر بالمعروف والنهي عن المنكر، وامتثالًا لقوله ﷺ: «الدنين النصيحة» قلنا: لمن يا رسول الله؟ قال: «لله ولكتابه ورسوله وأئمة المسلمين
1 / 4
وعامتهم» (١).
فكتبت هذه الكلمات راجيًا أن أنتفع بها أنا أولًا، وأن ينفع بها من يراها من المسلمين.
وحبذا لو أن كل إنسان يرى من مصلٍّ نحو ما ذكرت، حبذا أن ينصحه وينكر عليه فعله اقتداءً برسول الله ﷺ الذي يقال للرجل المسيء صلاته: «ارجع فصلِّ فإنك لم تصلِّ» (٢).
إن التواصي بالخشوع وتوجيه الشباب والشابات إلى مراعاة ذلك أمر مهم، وهو من الأمر بالمعروف، والنهي عن المنكر، وهو أيضًا من النصيحة التي جاء بها حديث رسول الله ﷺ الذي ذكرناه.
وإنه والله لا ينقضي عجبي من سكوت أهل
_________
(١) صحيح مسلم برقم ٥٥.
(٢) صحيح البخاري برقم ٧٥٧، وصحيح مسلم برقم ٣٩٧.
1 / 5
العلم والواعين عن هذه المخالفة.
إن الصلاة ليست عبثًا، وليست حركات مجردة من الروح والتدبر .. إنها مناجاة لله خالق السماوات والأرض ووقوف بين يديه .. يجد حلاوتها من سعى فيها إلى الخسشوع فأدركه، ويستريح فيها ولا يستريح منها، ويسعد عندما يخاطب ربه ﵎، ويعلم أن الله ﷿ يجيبه ويستجيب له.
إنّ الصلاة عمود الدين، وركن من أهم أركان الإسلام، وهي العلامة على صدق الإيمان؛ فهي الحدّ الفاصل بين الكفر والإيمان، وتاركها هدف لأقصى العقوبات التي جاء بها الشرع المطهر في الدنيا والآخرة، والصلاة تنهى عن الفحشاء والمنكر. قال تعالى: ﴿وَأَقِمِ الصَّلَاةَ إِنَّ الصَّلَاةَ تَنْهَى عَنِ الْفَحْشَاءِ وَالْمُنْكَرِ وَلَذِكْرُ اللَّهِ أَكْبَرُ وَاللَّهُ يَعْلَمُ مَا تَصْنَعُونَ﴾ [العنكبوت: ٤٥] ولا يمكن أن تحقق الصلاة أهدافها إلا إذا توافر
1 / 6
لها الخشوع وحضور القلب، وقد أمرنا رسول الله ﷺ أن نعوِّد عليها أنفسنا وأولادنا منذ أن يبلغ الناشئ سبع سنين، ولا تسقط عن المكلف بحال من الأحوال، ما دام متمتعًا بالعقل إلى أن يموت.
قال جل ثناؤه: ﴿وَاعْبُدْ رَبَّكَ حَتَّى يَأْتِيَكَ الْيَقِينُ﴾ [الحجر: ٩٩]. والصلاة صلة بين العبد وربِّه، وليس تكفي فيها الحركات والألفاظ إن خلت من الروح ومشاركة القلب لهذه الحركات والألفاظ، وروح الصلاة هو الخشوع، ولذلك أثبت ربنا ﵎ صفة الفلاح للمؤمنين الذين هم في صلاتهم خاشعون، فقال عز من قال: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ * الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: ١، ٢].
إن الحياة المادية التي غزتنا وسيطرت على عقولنا وتصرّفاتنا وإن الصوارف من الملاهي ووسائل الترفيه التي ملأت على كثير من الناس حياتهم .. إن ذلك كله يدعونا إلى أن نبيّن أهمية
1 / 7
الخشوع في الصلاة الذي يطرد الغفلة، وإلى أن نذكر الوسائل التي تعين المرء على التحلي بالخشوع.
إن الصلاة روضة يجد المرء فيها من راحة النفس وطمأنينة القلب ما يكسر حدة تلك النزعة المادية التي أشرنا إليها.
وقد سألني سائلون: كيف لنا أن نحقق الخشوع في صلاتنا، ونطرد الشرود فيها؟
وسأحاول أن أجيب عن هذا السؤال بهذه الرسالة الموجزة التي كتبتها لنفسي ثم قدمتها للطبع أول مرة، فنفدت من السوق، وطالبني بعض الأحبة بأن أعيد طباعتها، فنظرت فيها وأضفت إليها ما يتمم المقصود منها إن شاء الله.
وقد اطلعت على عدد من الرسائل التي بحثت في الخشوع في الصلاة فوجدتها تؤدي غرضًا مهمًا، جزى الله مؤلفينا خير الجزاء، ولكني
1 / 8
وجدت بعضهم يملؤون جانبًا من الرسالة بموضوعات تتصل بالصلاة ولا تعالج الخشوع نفسه باستيعاب، فيستطردون إلى موضوعات فقهية.
والحديث عن الصلاة حديث متسع الجوانب، فمكانة الصلاة في الدين عظيمة جدًا، وأدلة فرضيتها كثيرة، وشروطها وأركانها وسننها وآدابها وهيئاتها ومكروهاتها ومبطلاتها وفوائدها وحِكَمها كثيرة جدا، وقد تولت كتب الفقه إيرادها بتفصيل واف، ومعرفة ذلك أمر مفيد، ولكن محل ذكرها هناك، وليس في رسالة أُلفت في الخشوع في الصلاة.
ووجدت بعضهم يتحدثون في هذه الرسائل عن موضوعات تتصل بالزهد والتفسير إذ يسترسلون في تفسير آيات من الكتاب الكريم، وكل هذا مفيد، ولكن الحاجة ماسَّة إلى التركيز على موضوع الخشوع.
1 / 9
من أجل هذا قصرت كلامي على ما يتصل بالخشوع ويحقق أسبابه.
وإني لأسأل الله أن ينفع بهذه الرسالة من يطلع عليها، وأن يغفر زللي ويتجاوز عن خطئي وأن يختم لي بالحسنى، وصلَّى الله عليه محمد وآله وسلّم تسليمًا كثيرًا. والحمد لله رب العالمين.
محمد بن لطفي الصباغ
٦ المحرم سنة ١٤١٩ هـ
1 / 10
الخشوع في اللغة:
قال ابن فارس في «المقاييس»:
[الخاء والشين والعين أصلٌ واحد، يدل على التطامن. يقال: خشع إذا تطامن وطأطأ رأسه، يخشع خشوعًا. وهو قريب المعنى من الخضوع، إلا أن الخضوع في البدن ... والخشوع في الصوت والبصر].
وقال الفيّومي في «المصباح المنير»:
[خشع خشوعًا إذا خضع. وخشع في صلاته ودعائه: أقبل بقلبه على ذلك، وهو مأخوذ من
1 / 11
خشعت الأرض إذا سكنت واطمأنت].
وقال الفيروزابادي في «القاموس»:
[الخشوع: الخضوع كالاختشاع -والفعل كمنع- أو قريب من الخضوع. أو هو في البدن والخشوع في الصوت والبصر. والخشوع: السكون والتذلّل].
وقال الراغب في «المفردات»:
[الخشوع: الضراعة. وأكثر ما يستعمل الخشوع فيما يوجد على الجوارح، والضراعة أكثر ما تستعمل فيما يوجد في القلب. ولذلك قيل فيما رُوي: «إذا ضرع القلب خشعت الجوارح»].
الخشوع في القرآن:
وقد وردت هذه الكلمة في القرآن مرتبطة بالصلاة، ووردت مطابقة.
فمن الأول قوله تعالى: ﴿قَدْ أَفْلَحَ الْمُؤْمِنُونَ (١) الَّذِينَ هُمْ فِي صَلَاتِهِمْ خَاشِعُونَ﴾ [المؤمنون: ١، ٢].
1 / 12
ومن الثاني قوله تعالى: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: ٢١].
وقد أُسند الخشوع في القرآن إلى الذوات من الكائنات فوصفت به تارة، وأسند إلى الأصوات والقلوب والأبصار تارة أخرى.
فمن الأول قوله تعالى: ... ﴿وَاسْتَعِينُوا بِالصَّبْرِ وَالصَّلَاةِ وَإِنَّهَا لَكَبِيرَةٌ إِلَّا عَلَى الْخَاشِعِينَ﴾ [البقرة: ٤٥].
وقوله ﵎: ﴿وَإِنَّ مِنْ أَهْلِ الْكِتَابِ لَمَنْ يُؤْمِنُ بِاللَّهِ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْكُمْ وَمَا أُنْزِلَ إِلَيْهِمْ خَاشِعِينَ لِلَّهِ لَا يَشْتَرُونَ بِآيَاتِ اللَّهِ ثَمَنًا قَلِيلًا أُولَئِكَ لَهُمْ أَجْرُهُمْ عِنْدَ رَبِّهِمْ إِنَّ اللَّهَ سَرِيعُ الْحِسَابِ﴾ [آل عمران: ١٩٩].
في حديث القرآن عن الأنبياء يقول تعالى: ﴿... إِنَّهُمْ كَانُوا يُسَارِعُونَ فِي الْخَيْرَاتِ وَيَدْعُونَنَا رَغَبًا وَرَهَبًا وَكَانُوا لَنَا خَاشِعِينَ﴾ [الأنبياء: ٩٠].
1 / 13
وقد أعدّ الله للخاشعين والخاشعات مغفرة وأجرًا عظيمًا.
ومن إسنادها إلى الذوات إسنادها إلى الجبل قال تعالى: ﴿لَوْ أَنْزَلْنَا هَذَا الْقُرْآنَ عَلَى جَبَلٍ لَرَأَيْتَهُ خَاشِعًا مُتَصَدِّعًا مِنْ خَشْيَةِ اللَّهِ وَتِلْكَ الْأَمْثَالُ نَضْرِبُهَا لِلنَّاسِ لَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ [الحشر: ٢١].
ومن ذلك إسنادها إلى الأرض. قال تعالى: ﴿وَمِنْ آيَاتِهِ أَنَّكَ تَرَى الْأَرْضَ خَاشِعَةً فَإِذَا أَنْزَلْنَا عَلَيْهَا الْمَاءَ اهْتَزَّتْ وَرَبَتْ إِنَّ الَّذِي أَحْيَاهَا لَمُحْيِ الْمَوْتَى إِنَّهُ عَلَى كُلِّ شَيْءٍ قَدِيرٌ﴾ [فصلت: ٣٩].
فمن ذلك قوله تعالى: ﴿أَلَمْ يَأْنِ لِلَّذِينَ آمَنُوا أَنْ تَخْشَعَ قُلُوبُهُمْ لِذِكْرِ اللَّهِ وَمَا نَزَلَ مِنَ الْحَقِّ﴾ [الحديد: ١٦].
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿تَتْبَعُهَا الرَّادِفَةُ (٧) قُلُوبٌ يَوْمَئِذٍ وَاجِفَةٌ (٨) أَبْصَارُهَا خَاشِعَةٌ﴾ [النازعات: ٧ - ٩].
1 / 14
ومن ذلك قوله تعالى: ﴿وَخَشَعَتِ الْأَصْوَاتُ لِلرَّحْمَنِ فَلَا تَسْمَعُ إِلَّا هَمْسًا﴾ [طه: ١٠٨].
ومن ذلك قوله: ﴿يَوْمَ يُكْشَفُ عَنْ سَاقٍ وَيُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ فَلَا يَسْتَطِيعُونَ * خَاشِعَةً أَبْصَارُهُمْ تَرْهَقُهُمْ ذِلَّةٌ وَقَدْ كَانُوا يُدْعَوْنَ إِلَى السُّجُودِ وَهُمْ سَالِمُونَ﴾ [القلم: ٤٢، ٤٣].
والمعنى الذي يدور في هذه الآيات هو السكون والخضوع والتذلل.
تعريف الخشوع:
من التعريفات التي أوردها ابن القيم في (مدارج السالكين):
«الخشوع: قيام القلب بين يدي الربّ بالخضوع والذلّ».
«الخشوع: الانقياد للحق، ومن علاماته أن العبد إذا خولف ورُدّ عليه بالحق استقبل ذلك بالقبول والانقياد».
1 / 15
وقال الجنيد: الخشوع تذلّل القلوب لعلاّم الغيوب (١).
ولعلّ التعريف الذي أورده ابن رجب هو أجودها. قال ابن رجب: «أصل الخشوع لين القلب ورقته وسكونه وخضوعه وانكساره وحرقته.
فإذا خشع القلب تبعه خشوع جميع الجوارح والأعضاء، لأنها تابعة له» (٢).
محل الخشوع:
الخشوع محلّه القلب، ولا بدّ أن تظهر آثاره على الجوارح، على الوجه والجسم.
أما إذا ظهرت آثار الخشوع على الجوارح ولم يكن في القلب شيء منه فهذا خشوع النفاق.
قال حذيفة: إياكم وخشوع النفاق.
_________
(١) مدارج السالكين ١/ ٥٢١.
(٢) الخشوع: لابن رجب ص ١٧.
1 / 16
قيل: وما خشوع النفاق؟
قال: أن ترى الجسد خاشعًا والقلب ليس بخاشع (١).
النمطية والاعتياد:
هناك أمران يترتب أحدهما على الآخر إن لم ينتبه المرء لذلك؛ فاعتياد الصلاة أمر حرص الشارع الحكيم على أن يكون في المكلّف؛ ولذلك أمرنا أن نأمر أولادنا بالصلاة لسبع وأن نضربهم عليها لعشر، حتى تتكوّن عندهم هذه العادة فتصبح جزءًا من تكوينهم. وهذا أمر طيب.
ولكن الذي يحصل أن ذلك يقود -في حال الغفلة- إلى النمطية، والنمطية تذهب الشعور بالجمال وتضعف الإحساس بالمعنى الكريم؛ إن ألفة العمل والمداومة عليه تقود إلى النمطية،
_________
(١) مدارج السالكين ١/ ٥٢١.
1 / 17
فيشرع المرء بالصلاة ويقرأ ما يقرأ دون أن يوافق ذلك تأثر وتدبُّر، ولذلك لا بُدّ من معالجة هذا الأمر. ولنبتعد عن النمطية يجب اتباع الوسائل التي تعين على الوصول إلى الخشوع، مما ذكرنا في هذه الرسالة. وفيه ما يساعد على ذلك إن شاء الله.
ونؤكد ما يأتي:
- تدبر معنى الأذكار وتدبّر معنى الآيات التي يقرؤها المصلّي أمر يعين على الخشوع، وسنذكر بعض هذه المعاني على سبيل المثال.
- ومما يساعد على التدبر أن يلزم المرء نفسه كل يوم بل كل صلاة أن يقرأ بعد الفاتحة آيات جديدة غير التي قرأها في الصلوات السابقة، أما الذي يفعله كثير من الناس وهو أن يقرأ الفاتحة وسورة الإخلاص -مثلاّ- في كل ركعة فهذا يجعل الصلاة عملًا آليًّا بعيدًا عن التدبر والخشوع.
1 / 18
وإذا كان هذا مقبولًا من العامة الأميين، ومن الأعاجم فغريب أن يكون من المثقفين الذين يعرفون العربية ويفهمونها. وجدير بهؤلاء أن يكون نصيبهم من حفظ القرآن نصيبًا موفورًا.
إن هذا مما يساعد المصلّي على الخشوع.
الخشوع ... واليقظة
إن اليقظة والنشاط أمران لا بد أن يتوافرا للمصلي حتى يحصل على الخشوع .. ولذلك ورد النهي عن الصلاة والمرء ناعس لأنه لا يدرك ما يقول.
فعن عائشة ﵂ أن النبي ﷺ قال: «إذا نعس أحدكم وهو يصلّي فليرقد، حتى يذهب عنه النوم، فإنه إذا صلّى وهو ناعس لعلّه يذهب يستغفر فيسب نفسه» رواه مالك، وأحمد، والبخاري، ومسلم، وأبو داود، والنسائي، وابن
1 / 19