٢ - روى أحمد والترمذي وابن ماجة عن عائشة ﵂ قالت: قال رسول اللَّه ﷺ: (يا عثمان إن ولاك اللَّه هذا الأمر يومًا، فأدرك المنافقون أن تخلع قميصك الذي قمَّصَك اللَّه، فلا تخلعه ويقول ذلك ثلاث مرات. . .) (١).
وقد يتساءل المسلم: لماذا لم يدافع عثمان بن عفان ﵁ عن نفسه ويحث المسلمين على قتال الخارجين عليه، ويوقفهم عند حدهم؟!.
١ - إن عثمان ﵁ لشدة شفقته بالمسلمين وروعة تقواه، آثر أن يقتل ولا تراق قطرة دم واحدة من المسلمين بسببه، فآثر الموت دون دماء المسلمين.
٢ - إن امتناع عثمان ﵁ عن القتال يوم الدار كان تنفيذًا لأمر عهد إليه الرسول ﷺ به، إذ أنه ﷺ أوصى عثمان بالصبر، حيث كان يعرف ما سيجرى من الفتن والاقتتال بين أصحابه من إزهاق الأنفس والخروج على طاعة الأمراء.
(. . . لما كان يوم الدار، قيل لعثمان: ألا تقاتل؟ فقال: إن رسول اللَّه ﷺ عهد إليَّ عهدًا، وإني صابر عليه. . .) (٢).
سابعًا: اقتتال فئتين عظيمتين من المسلمين دعواهما واحدة
١ - روى أحمد والشيخان وأبو داود والترمذي عن أبي هريرة ﵁ عن النبي ﷺ قال: (لا تقوم الساعة حتى يقتتل فئتان، فكون بينهما مقتلة عظيمة، دعواهما واحدة. . .) (٣).