و﴿وأن هذا صراطي مستقيمًا فاتبعوه ولا تتبعوا السبل فتفرق بكم عن سبيله ذلكم وصاكم به لعلكم تتقون﴾ (١).
وقال:
﴿فمن يعمل مثقال ذرة خيرًا يره * ومن يعمل مثقال ذرة شرًا يره﴾ (٢).
وقال:
﴿وأن ليس للإنسان إلا ما سعى * وأن سعيه سوف يرى * ثم يجزاه الجزاء الأوفى﴾ (٣).
أي أن الإنسان ليس مجبورًا محضًا، ولا مختارًا مطلقًا، بل هو بين الجبر والاختيار. إن الله خلق الإنسان، وإن الله يعلم ما سيعمل في حياته ويفعل في مستقبله فخلق أفعاله على علمه ذاك، ويسر له السبل بعد تفويضه الاختيار أن يعمل هذا أو ذاك، وبعد إرشاده أن هذا حسن وذاك قبيح، قال ﷾:
﴿فأما من أعطى واتقى * وصدق بالحسنى * فسنيسره لليسرى * وأما من بخل واستغنى * وكذب بالحسنى * فسنيسره للعسرى﴾ (٤).
ولم يجبرهم على هذا أو ذاك. قال تعالى:
﴿ولو شاء ربك لآمن من في الأرض كلهم جميعًا ..﴾ (٥).
وقال:
﴿ولو شاء ربك لجعل الناس أمة واحدة ..﴾ (٦).
ومعنى هذا كله أن الله خلق أفعال العباد حسب علمه الذي أحاط بكل شيء.
﴿. . وكان الله بكل شيء محيطًا﴾.
(١) سورة الأنعام الآية ١٥٣
(٢) سورة الزلزلة الآية ٧، ٨
(٣) سورة النجم الآي ٣٩، ٤٠، ٤١
(٤) سورة الليل الآية ٥ - ١١
(٥) سورة يونس الآية٩٩
(٦) سورة هود الآية١١٨