Resolving Ambiguities in Quranic Language According to Interpreters: A Study of Razi and Alusi's Tafsirs
توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم عند المفسرين - دراسة في تفسيري الرازي والألوسي
ژانرونه
بالتوحيد على إرادة الجنس، ويجوز أن يراد به الكفر. واعلم أن الخطايا والخطيئات كلامها جمع خطيئة؛ إلا أن الأول جمع التكسير والثاني جمع سلامة، وقد تقدم الكلام فيها في البقرة عند قوله (نغفر لكم خطاياكم) وفي الأعراف عند قوله (خطيئاتكم)» (^١).
*بل أحيانًا يستفيد حكمًا فقهيًا من اختلاف القراءات في آيات المتشابه اللفظي: حيث قال: «الفرع الثاني: أنه إذا أفطر كيف يقضي؟ فمذهب علي وابن عمر والشعبي أنه يقضيه متتابعا وقال الباقون: التتابع مستحب وإن فرق جاز حجة الأولين وجهان الأول: أن قراءة أبي (فعدة من أيام متتابعات) والثاني: أن القضاء نظير الأداء فلما كان الأداء متتابعا، فكذا القضاء.
حجة الفرقة الثانية: أن قوله: ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ (^٢) نكرة في سياق الإثبات، فيكون ذلك أمرا بصوم أيام على عدد تلك الأيام مطلقا، فيكون التقييد بالتتابع مخالفا لهذا التعميم، وعن أبي عبيدة بن الجراح أنه قال: إن الله لم يرخص لكم في فطره وهو يريد أن يشق عليكم في قضائه، إن شئت فواتر وإن شئت ففرق والله أعلم» (^٣).
فقد استفاد الإمام الرازي حكمين فقهيين من اختلاف القراءات بين آيتي المتشابه اللفظي ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ مُتَتَابِعَاتٍ﴾ (^٤)، ﴿فَعِدَّةٌ مِنْ أَيَّامٍ أُخَرَ﴾ (^٥).
من خلال الأمثلة السابقة يتضح اعتماد الإمام الرازي على علم القراءات في توجيه المتشابه اللفظي في القرآن الكريم.
كما يتضح اتجاه الإمام الرازي الفقهي في توجيهه لآيات المتشابه اللفظي فهو شافعي، وكثيرًا ما يستشهد بالإمام الشافعي حتى في توجيهه لآيات المتشابه اللفظي حيث قال: «إن الله تعالى ذكر في مناسك الحج الأيام المعدودات، والأيام المعلومات فقال هنا: ﴿وَاذْكُرُوا اللَّهَ فِي أَيَّامٍ مَعْدُودَاتٍ﴾ (^٦) وَقَالَ فِي سُورَةِ الْحَجِّ: ﴿لِيَشْهَدُوا مَنَافِعَ لَهُمْ وَيَذْكُرُوا اسْمَ اللَّهِ فِي أَيَّامٍ مَعْلُومَاتٍ﴾ (^٧)،
(^١) التفسير الكبير، (٣٠/ ١٤٥). (^٢) سورة البقرة، الآية: (١٨٤). (^٣) التفسير الكبير، (٥/ ٨٤). (^٤) قراءة أبي بن كعب. (^٥) نوع المتشابه: متشابه بإبدال كلمة (متتابعات) بكلمة (أخر). (^٦) سورة البقرة، الآية: (٢٠٣). (^٧) سورة الحج، الآية: (٢٨).
1 / 64