تقديم الحمد لله والصلاة والسلام على عبده ورسوله محمد وعلى آله وصحبه وسلم، وبعد:
فالإنسان ابن الواقع فشخصه بتكوينه المادي والروحي وتحولاته واقع، والكون المحيط به بأحداثه وتغيراته واقع، هو جزء منه.
هذا الواقع سمته النقص، والضعف والجذب المادي والإلهاء:
سواء كان الإنسان ﴿إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا﴾ [الأحزاب: ٧٢] الأحزاب ٧٢. . ﴿وَخُلِقَ الْإِنْسَانُ ضَعِيفًا﴾ [النساء: ٢٨] النساء ٢٨.
ويقول ﷺ: «يُطْبَعُ الْمُؤْمِنُ عَلَى الْخِلَالِ كُلِّهَا خَلَا الْكَذِبِ» (١) أو كان الكون الدنيوي بجماده ونباته وحيوانه:
﴿وَمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا إِلَّا مَتَاعُ الْغُرُورِ﴾ [آل عمران: ١٨٥] آل عمران ١٨٥.
﴿اعْلَمُوا أَنَّمَا الْحَيَاةُ الدُّنْيَا لَعِبٌ وَلَهْوٌ وَزِينَةٌ وَتَفَاخُرٌ بَيْنَكُمْ وَتَكَاثُرٌ فِي الْأَمْوَالِ وَالْأَوْلَادِ﴾ [الحديد: ٢٠] الحديد ٢٠.
﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ إِنَّمَا بَغْيُكُمْ عَلَى أَنْفُسِكُمْ مَتَاعَ الْحَيَاةِ الدُّنْيَا﴾ [يونس: ٢٣] يونس ٢٣.
في مقابل هذا الواقع يتجلى " الوحي الإلهي " متمثلا في شريعة محمد ﷺ بالقرآن الكريم، وسنته الشريفة، حيث الكمال والطهر، وحيث جاء ليرتقي بالإنسان نحو السمو والكمال والرشد في حركته ومآله.