والحق أن هَذَا الْحَدِيْث لا يصلح للاستشهاد، فضلًا عن أن يشد عضد رِوَايَة العلاء؛ إذ هُوَ مسلسل بالضعفاء والمجاهيل: بدءًا من شيخ الطبراني وَهُوَ: أحمد بن مُحَمَّد بْن نَافِع، لَمْ أقف لَهُ عَلَى ترجمة، إلا مَا أورده الذهبي فِي ميزان الاعتدال (١) وَقَالَ: «لاَ أدري مَنْ ذا؟ ذكره ابن الجوزي مرة وَقَالَ: اتهموه. كَذَا قَالَ لَمْ

يزد» (٢) .

وعبد الله بن المنكدر – المتفرد بهذا الْحَدِيْث –، قَالَ فِيْهِ العقيلي: «عن أبيه، ولا يتابع عَلَيْهِ» (٣) .

وَقَالَ الذهبي: «فِيْهِ جهالة، وأتى بخبر منكر» (٤) . وَقَالَ مرة: «لا

يعرف» (٥) .

والمنكدر بن مُحَمَّد – الَّذِيْ لَمْ يرو هَذَا الْحَدِيْث عن أبيه غيره – قَالَ فِيْهِ أبو حاتم: «كَانَ رجلًا صالحًا لا يقيم الْحَدِيْث وَكَانَ كثير الخطأ، لَمْ يَكُنْ بالحافظ لحديث أبيه» (٦) . وَقَالَ النسائي: «ضعيف»، وَقَالَ مرة: «ليس بالقوي» وبنحوه قَالَ أبو زرعة (٧) . وَقَالَ ابن حبان: «قطعته العبادة عن مراعاة الحفظ والتعاهد في الإتقان، فكان يأتي بالشيء الَّذِيْ لا أصل لَهُ عن أبيه توهمًا» (٨) . وَقَالَ الذهبي: «فِيْهِ لين» (٩) .

وبهذا تبين أن الشاهد غَيْر صالح للاعتبار، فهو جزمًا من أوهام المنكدر بن مُحَمَّد. ويبقى الْحَدِيْث من أفراد العلاء بن عَبْد الرحمان، عن أبيه.

(١) ١/١٤٦ (٥٦٩) .

(٢) ونحوه في المغني في الضعفاء ١/٥٧ (٤٤٨) . وانظر: لسان الميزان ١/٢٨٥.

(٣) الضعفاء الكبير ٢/٣٠٣ (٨٨٠) .

(٤) ميزان الاعتدال ٢/٥٠٨.

(٥) ديوان الضعفاء والمتروكين ٢/٦٩.

(٦) الجرح والتعديل ٨/٤٠٦.

(٧) ميزان الاعتدال ٤/١٩١.

(٨) المجروحين ٣/٢٣-٢٤.

(٩) الكاشف ٢/٢٩٨ (٥٦٥١) .