(١١٠) ف ٥٣ ص ١٠٧: تمثل الغندجاني بالمثل: (لا يحمل الملبن إلا الملبون ...) وعلّق عليه المحقق قائلًا: (الملبن: شيء يحمل فيه اللبن، ويبدو أنه كبير الحجم).
قلت: هنا في الأصل و(ب) كليهما هامش كان من المفيد إثباته: (الملبن شبه الهودج). وقد نقله الأستاذ حمد الجاسر في مقاله، انظر مجلة العرب ٩: ٢٧٦. ومثله في التاج (لبن): (شبه المحمل).
(١١١) ف ٥٤ ص ١٠٨: نقل الغندجاني كلام النمري: (قال ابن أخت تأبط شرا ويقال إن خلفا الأحمر صنعها ونحلها إياه، ومما استدلّ به على ذلك قوله فيها: (جلَّ حتى دقَّ الأجلُّ) فإنّ الأعرابي لا يكاد يتغلغل إلى مثل هذا). ثم رد الغندجاني على النمري، وزعم أن الدليل على كونه مولّدًا أنه ذكر فيه سلعًا وهو بالمدينة وقتل تأبط شرا في بلاد هذيل. وعلّق المحقق الفاضل على قوله (ابن أخت تأبط شرًا) في الهامش ٢ قائلًا: (هو الشنفري) وترجم له، ثم في الهامش ٣ ترجم لخلف الأحمر، ثم في الهامش ٤ علّق على البيت بقوله: (.. وقد اختلف العلماء في قائل هذه المرثية بين: تأبط شرا نفسه يرثي نفسه، أو ابن أخته، أو للشنفرى وهذا أرجحها، أو أنها من صنيع خلف الأحمر نحلها الشنفري).
قلت: لم يكن المحقق الفاضل ليكتب تعليقاته في نسبة القصيدة على هذا الوجه لو اطلع على المقال النفيس الذي دبجته يراعة إمام العربية وجهبذ الشعر العربي العتيق الأستاذ العلاّمة محمود محمد شاكر حفظه الله (١)، ونشر في سبع حلقات في مجلة المجلة سنة ١٩٦٩ بعنوان (نمط صعب ونمط مخيف)، أي قبل ١٦ سنة من نشر كتاب الغندجاني هذا. وقد تناول فيه الأستاذ هذه القصيدة الجاهلية تناولًا شاملًا دقيقًا، وشرحها شرحًا لا نظير له، وبحث قضية نسبتها