Refutation of Al-Darimi against Al-Marisi - Edited by Al-Shawami
نقض الدارمي على المريسي - ت الشوامي
پوهندوی
أَبوُ عَاصِم الشَّوَامِيُّ الأَثرِي
خپرندوی
المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع
د ایډیشن شمېره
الأولى
د چاپ کال
١٤٣٣ هـ - ٢٠١٢ م
د خپرونکي ځای
القاهرة - مصر
ژانرونه
نَقْضُ الإِمَامِ أَبِي سَعِيِدٍ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيِدٍ عَلَى المَرِيْسِيِّ الْجَهْمِيِّ العَنِيدِ فِيْمَا افْتَرَىَ عَلَى اللهِ ﷿ مِنَ التَّوْحِيدِ
تَصْنيفُ
أَبِي سَعِيدٍ عُثمَانَ بن سعِيدٍ الدَّارمِيِّ
المتوفى سنة ٢٨٠ هـ
حَقَّقَهُ وضَبَطَ نَصَّهُ
أَبوُ عَاصِم الشَّوَامِيُّ الأَثرِي
المكتبة الإسلامية للنشر والتوزيع
1 / 1
نَقْضُ الإِمَامِ أَبِي سَعِيِدٍ عُثْمَانَ بْنِ سَعِيِدٍ
عَلَى المَرِيْسِيِّ الْجَهْمِيِّ العَنِيدِ
فِيْمَا افْتَرَىَ عَلَى اللهِ ﷿
مِنَ التَّوْحِيدِ
تَصْنيفُ
أَبِي سَعِيدٍ عُثمَانَ بن سعِيدٍ الدَّارمِيِّ
المتوفى سنة ٢٨٠ هـ
حَقَّقَهُ وضَبَطَ نَصَّهُ
أَبوُ عَاصِم الشَّوَامِيُّ الأَثرِي
1 / 2
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
1 / 3
بِسْمِ اللَّهِ الرَّحْمَنِ الرَّحِيمِ
مقدمة
﴿الْحَمْدُ لِلَّهِ الَّذِي أَنْزَلَ عَلَى عَبْدِهِ الْكِتَابَ وَلَمْ يَجْعَلْ لَهُ عِوَجًا﴾ فكان لاحِبًا لا لَبْسَ فيه إلا على كل مغرور مخذول، اتبع هواه ﴿وَمَنْ أَضَلُّ مِمَّنِ اتَّبَعَ هَوَاهُ بِغَيْرِ هُدًى مِنَ اللَّهِ إِنَّ اللَّهَ لَا يَهْدِي الْقَوْمَ الظَّالِمِينَ﴾ ثم زاده ربُّنا وضوحًا وبَيَانًا فأنزل السُنة تِبْيَانًا له وتوضيحًا، فقال: ﴿وَأَنْزَلْنَا إِلَيْكَ الذِّكْرَ لِتُبَيِّنَ لِلنَّاسِ مَا نُزِّلَ إِلَيْهِمْ وَلَعَلَّهُمْ يَتَفَكَّرُونَ﴾ فلم يَعُدْ لمُبْتَدِعٍ بعد هذا الوضوح والبيان حُجة يُحَاجِجُ بها ربَّهُ يوم القيامة، فَيَوَدُّ يومئذ لو تسوى به الأرض ولا يكتم الله حديثا، فلك الحمد ربنا على ما أنعمت به علينا من نعمة الإسلام لك، والاستسلام لشرعك، والانقياد لوحيك، اللهم إني لا أُحصي ثَناءً عليك، أنت كما أَثْنَيْتَ على نَفسِكَ.
والصَّلاةُ والسَّلامُ على خَيْرِ رُسْلِ اللهِ محمدٍ النَّبيِّ ﷺ الدَّاعي إلى الهُدى، والرَّشَاد، وعلى أَبَويْهَ الكَريمَيْن إبراهيمَ وإسماعيلَ ﵇، وعلى أصحَابه الكِرام البَررة، الذين ائْتمنَهُم اللهُ على حِفْظِ كتابه، وتبليغ دِينهِ إلى النَّاس كافةً، صلاةً، وسلامًا، دائمين مباركين طَيِّبَين، ما أَقَامَ أُحُدٌ مَكَانَهُ، وما أَبَسَّ عبدٌ بِلَقُوحٍ.
وبعد.
فكان مِنْ فَضْلِ اللهِ عليَّ أن وَفَّقَنِي لتحقيق كتاب «الرَّد على الجَهْمِيَّة» للإمام العلامة أبي سعيد عثمان بن سعيد الدَّارمي، وذلك بعد أن رَغَّبَ إليَّ فضيلة الشيخ أبو الفضل عبدُ السَّلام بنُ عبد الكَريم صاحب المكتبة
1 / 5
الإسلامية بالقاهرة ذلك، فلما أن طبع الكتاب، رغب إليَّ حفظه الله تعالى مرة أخرى لتحقيق الكتاب الثاني لهذا الإمام العلم ألا وهو كتاب «نقض الإمام أبي سعيد على المريسي الجهمي العنيد»، فأجبته لذلك، شاكرا له ثقته في مثلي.
وكتابا المصنف من أفضل ما صُنِّف في هذا الموضوع، بحيث إن المصنف قد حاجج هؤلاء الزنادقة -الذين عطلوا صفات ربهم ﷿ بالعقل وبالنقل، وبالعربية التي كانوا يجهلونها؛ فأتى على بنيانهم فخر عليهم سقف جهلهم من فوقهم، ولم يعد لهم أي حجة يحتجون بها، واستنبط لهم رحمه الله تعالى من الآيات، والأحاديث الثابتة، ما يعجب له المرء مما يدل على فقه هذا الإمام ورسوخ قدمه في علوم القرآن والسنة.
ولا أريد أن أطيل في وصف الكتاب ولا في وصف المصنف فكتابه خير مخبر لك عنه.
توثيق نسبة الكتاب:
اشتهر هذا الكتاب جدًا بنسبته إلى مُصَنِّفِه مما لا يدع مجالا للشَّك في ذلك، وقد نقل منه كثير من العلماء ونسبوه لمصنفه، وعلى رأس هؤلاء الذين نقلوا منه؛ شيخُ الإِسلامِ ابن تيمية، فقد نَقَل منه فقرات كاملة تجد ذلك بوضوح في كتابه القيم «درء تعارض العقل والنقل»، وكتاب «بيان تلبيس الجهمية».
كيف لا وهو أحد رواة هذا الكتاب، وكذلك تلميذه ابن قيم الجوزية في كتابه «اجتماع الجيوش الإسلامية»، وأيضا الإمام الذهبي، في كتابيه العلو، والسير، وغيرهما.
1 / 6
موضوعه وأهميته:
ولا يخفى موضوع الكتاب وأهميته، فهو كما ذكرت من أفضل الكتب التي وصلت إلينا في موضوعه الذي هو نقض مذهب الجهمية والمعطلة، وأكتفي بذكر قول العلامة ابن القَيِّم، حيث قال:
«وكِتَابَاهُ مِنْ أَجَلِّ الكُتُب المُصنَّفة في السُّنة وأَنْفَعِهَا، ويَنْبَغِي لكل طَالبِ سُنَّة -مُرادُهُ الوقوف على ما كان عليه الصحابة والتابعون والأئمة- أن يقرأ كتابَيْه، وكان شيخ الإسلام ابن تيمية يُوصي بهذين الكتابين أشد الوصية، ويعظمهما جدًا، وفيهما من تقرير التوحيد والأسماء والصفات بالعقل والنقل ما ليس في غيرهما». أهـ من كتاب اجتماع الجيوش الإسلامية (١/ ١٤٣).
قلت: ويعني بكتابيه؛ كتابنا هذا، وكتاب الرد على الجهمية.
ولله در ابن قيم الجوزية إذ قال في نونيته الشهيرة (١/ ٩١):
وَانْظُرْ إِلَى مَا قَالَهُ عَلَمُ الهُدَى ... عُثْمَانُ ذَاكَ الدَّارِمِيْ الرَّبَّانِي
في نَقْضِهِ وَالرَّدِّ يَا لهُمَا كِتَا ... بَا سُنَّةٍ وَهُمَا لَنَا عَلَمَانِ
هَدَمَتْ قَوَاعِدَ فِرْقَةٍ جَهْمِيَّةٍ ... فَخَرتْ سُقُوفُهُمُ عَلى الحِيطَانِ
1 / 7
وصف النسخ المعتمدة في التحقيق:
١ - الأصل الخطي:
اعتمدت في تحقيقي لهذا الكتاب على نسخة خطية وحيدة، وهي من محفوظات مكتبة كوبرلي رقم (٨٥٠) وتقع ضمن مجموع من الصفحة الأولى إلى صفحة ثمان وستين، أي في زهاء ثمان وستين ورقة، وجهان في كل ورقة، ومسطرتها زهاء خمس وعشرين سطرًا، في كل سطر زهاء خمس عشرة كلمة، وهذا المجموع يحتوي على كتاب «نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد»، وكتاب «الرد على الجهمية» كلاهما للمصنف، وناسخ المجموع كله واحد وقد كتبت بخط نسخي عادي، واضح، وفي رأيي أن هذه النسخة قيمة جدًا لاسيما وفي بدايتها العديد من السماعات لشيخ الإسلام ابن تيمية، وأبي الحجاج يوسف المِزِّي، وابن المُحِبِّ، ويوسف بن عبد الهادي، وغيرهم.
وقد تم الفراغ من نسخ كتاب «نقض الإمام أبي سعيد عثمان بن سعيد على المريسي الجهمي العنيد» في يوم السبت سلخ جمادى الآخرة سنة خمس وثلاثين وسبعمائة (٧٣٥) بمدرسة الحافظ ضياء الدين بسفح قَاسيُون ظاهر دمشق، جاء ذلك مكتوبًا على آخر ورقة من المخطوط.
وقد ألحق في هذا الأصل ترجمة الإمام الدارمي من تاريخ ابن عساكر، وترجمةُ كُلٍّ مِنْ بشر المريسي، وابن الثلجي، من تاريخ بغداد، فأثبتهم في آخر هذه المقدمة، والله المُوَفِّقُ.
1 / 8
٢ - مطبوعة السماري:
وهي التي طبعت في مكتبة أضواء السلف (الطبعة الأولى ١٤١٩ هـ- ١٩٩٩ م)، بتحقيق الشيخ منصور بن عبد العزيز السماري حفظه الله تعالى، وهي طبعة جيدة، أسأل الله أن يجزي محققها خير الجزاء، وقد اعتمد محققها على نسختين، خطيتين، اعتمدت أنا على واحدة منهما ولم يمكني العثور على الأخرى، فإن الشيخ منصورا لم يذكر في مقدمته مكان وجود هذه النسخة التي أشار أنه اعتمد عليها، وقد قام حفظه الله تعالى بخدمة النص خدمة جيدة فجزاه الله خيرًا، وقد أفدت من الفروق التي وجدتها في طبعته وليست في الأصل الذي اعتمدت عليه، فاتخذت طبعته نسخة أخرى واصطلحت لها الرمز «س».
وليس لى مآخذ على نشرته، غير أني وددت أن يذكر فروق النسختين اللتين اعتمد عليهما، حيث إنه لم يفعل ذلك.
٣ - مطبوعة الألمعي:
وهي التي طبعت في مكتبة الرشد بالرياض (الطبعة الأولى: ١٤١٨ هـ- ١٩٩٨ م) بتحقيق الدكتور رشيد بن حسن الألمعي حفظه الله، وهي طبعة جيدة كان أصلها رسالة علمية تقدم بها محققها لنيل درجة الماجستير، وقد اعتمد على ثلاث نسخ خطية ومطبوعتين، ولم أستفد منها إفادتي من سابقتها، وقد اصطلحت لها الرمز «ع»، ومن مآخذي عليها أنها خرجت في شكل الرسالة العلمية، مما جعلها تخرج في مجلدين، فقد أُسْهِبَ في حواشيها غاية الإسهاب، كحال كل الرسائل العلمية.
هذا وللكتاب طبعات أخرى لم ألتفت إليها بل اعتنيت بهاتين لتفوقهما
1 / 9
على غيرهما من الطبعات، ومن أشهر هذه الطبعات طبعة الشيخ محمد حامد الفقي.
عملي في الكتاب:
قمت بعون الله وتوفيقه بنسخ الأصل الخطي، ثم مقابلته على المخطوط مرة أخرى، مع الاهتمام والاستئناس بالطبعتين المشار إليهما، وأثبت الفروق المؤثرة، التي عثرت عليها.
ثم ضبطتُ الكتابَ بالشكل ضبطا كاملا، وذلك ما خلت منه الطبعتان المشار إليهما، مع الحاجة إلى ذلك.
واكتفيت بترقيم المتون التي أسندها المصنف فقط، دون غيرها؛ ليسهل الرجوع إليها، ففي الكتاب أسانيد لا توجد في غيره.
ثم قُمتُ بعونِ الله وتوفيقه بدراسة أسانيد الكتاب وتخريجها تخريجًا عِلميًا وسَطًا، ليس فيه إِسهابٌ، وحَكمتُ عليها بما تقتضيه قواعدُ علم الحديث، وقد استفدت جدًّا من تخريجاتي على كتاب «الرد على الجهمية» الذي حققته قبل ذلك الكتاب، ووقفت بفضل تخريجاتي هنا على جملة من الأخطاء وقعت لي هناك، فنبهت عليها في موضعها، وعليه فلو تَكَرَّرَ حديثان أحدهما في «الرد على الجهمية» والآخر في «نقض المريسي» فقولي فيه ما قلته هنا لا ما قلته هناك.
تنبيه مهم:
إِنَّ الأحاديثَ والآثارَ التي ذَكَرها المصنفُ هنا في هذا الكتاب، إنما ذكرها للاحتجاج بها على خُصُومِهِ مِنْ أعداء السُنة، ولَنْ يذكر الدارميُّ حديثًا -وهو من هو في علوم الحديث رواية ودراية، وهو تلميذ إمام هذا الشأن،
1 / 10
يحيى بن معين- إلَّا وهو مقبول عنده صالحٌ للاحتجاج، وإلا لما ذكره، ولكن قد أحكم على بعض الأسانيد التي احتج بها بالضعف، أو النكارة، وذلك بحسب ما تقتضيه قواعد علوم الحديث، ويبقى احتجاج هذا الإمام لها، واحتجاج غيره من أئمة السلف، ولذلك قال الإمامُ الذهبي تعليقًا على حديث مروي في الصفات وهو مروي هنا برقم (٩٥)، قد أَعَلَّهُ بعض العلماء على طريقة المحدثين، ألا وهو حديث الأطيط، فقال: في كتاب العرش (٢/ ١٥٣): «هذا حديث محفوظ من حديث أبي إسحاق السبيعي إمام الكوفيين في وقته، سمع من غير واحد من الصحابة، وأخرجا حديثه في الصحيحين، وتوفي سنة سبع وعشرين ومائة. تفرد بهذا الحديث عن عبد الله بن خليفة من قدماء التابعين، لا نعلم حاله بجرح ولا تعديل، لكن هذا الحديث حدث به أبو إسحاق السبيعي مقرًا له كغيره من أحاديث الصفات، وحدث به كذلك سفيان الثوري، وحدث به أبو أحمد الزبيري، ويحي بن أبي بكير، ووكيع، عن إسرائيل. وأخرجه أبو عبد الرحمن عبد الله بن أحمد بن حنبل في كتاب (السنة والرد على الجهمية) له، عن أبيه، عن عبد الرحمن بن مهدي، عن سفيان الثوري، عن أبي إسحاق السبيعي، عن عبد الله ابن خليفة، عن عمر ﵁، ولفظه ﴿إذا جلس الرب على الكرسي، سمع له أطيط كأطيط الرحل الجديد﴾. ورواه أيضا عن أبيه، حدثنا وكيع بحديث إسرائيل، عن أبي إسحاق، عن عبد الله بن خليفة، عن عمر ﴿إذا جلس الرب على الكرسي﴾ فاقشعر رجل سماه أبي عند وكيع، فغضب وكيع، وقال: أدركنا الأعمش وسفيان يحدثون بهذه الأحاديث ولا ينكرونها.
قلت -يعني الذهبي-: وهذا الحديث صحيح عند جماعة من المحدثين، أخرجه الحافظ ضياء الدين المقدسي في صحيحه، وهو من شرط ابن حبان فلا
1 / 11
أدري أخرجه أم لا؟، فإن عنده أن العدل الحافظ إذا حدث عن رجل لم يعرف بجرح، فإن ذلك إسناد صحيح. فإذا كان هؤلاء الأئمة: أبو إسحاق السبيعي، والثوري، والأعمش، وإسرائيل، وعبد الرحمن بن مهدي، وأبو أحمد الزبيري، ووكيع، وأحمد بن حنبل، وغيرهم ممن يطول ذكرهم وعددهم، الذين هم سُرُج الهدى ومصابيح الدجى قد تلقوا هذا الحديث بالقبول وحدثوا به، ولم ينكروه، ولم يطعنوا في إسناده، فمن نحن حتى ننكره ونتحذلق عليهم؟، بل نؤمن به ونكل علمه إلى الله ﷿ قال الإمام أحمد: (لا نزيل عن ربنا صفة من صفاته لشناعة شنِّعت وإن نَبَت عن الأسماع) فانظر إلى وكيع بن الجراح الذي خلف سفيان الثوري في علمه وفضله، وكان يشبه به في سمته وهديه، كيف أنكر على ذلك الرجل، وغضب لما رآه قد تلوَن لهذا الحديث.» ا. هـ
فهذه قاعدة مهمة، بحيث لا يتطرق إلى أحد من الأغمار أن يَطْعَنَ على مثل هذا الإمام بأنه يروي أحاديث لا تصح في إثبات صفات الله ﵎، ولابن تيمية كلام يشبه كلام الذهبي تجده في موضعه من هذا الكتاب، فكن على ذكر.
وأخيرًا، ذَيَّلْتُ الكتاب بمجموعة من الفهارس الفنية ليسهل الرجوع إلى الفائدة.
وفي ختام كلمتي أود أن أتقدم بالشكر، والدعاء لكل من أعانني في إخراج هذا الكتاب، وأخص منهم أخي الفاضل الأستاذ هشام بن إبراهيم الجوجري، فقد بذل معي جهدًا في مرحلة المقابلة، فجزاه الله خيرًا.
وإنه لمن نافلة القول أن أقول: إني لا أُسَلِّمُ نفسي عن خطإ أو زَلَل، ولا أَعْصِمُ قولي عن وَهَمٍ وخَطَل، فالفَاضِل مَنْ تُعدُّ سَقَطَاتُهُ، وتُحْصَى غَلَطَاتُهُ إلا
1 / 12
بتوفيق الله وعصمته، والسالم من ذلك كتاب الله المجيد الذي ﴿لَا يَأْتِيهِ الْبَاطِلُ مِنْ بَيْنِ يَدَيْهِ وَلَا مِنْ خَلْفِهِ تَنْزِيلٌ مِنْ حَكِيمٍ حَمِيدٍ (٤٢)﴾ [فصلت: ٤٢].
واللهَ تَعَالى أسأل أَنْ يجعلَ عملي هذا خالصًا لوجهه، وأن يجعل تحقيقي وعنايتي لكتابٍ ذَبَّ عن صِفَاتِهِ، وتوحيده، زادًا ليومِ العَرْضِ عليه، وأَنْ يوفقني لما يحبه ويرضاه، وأن يرزقني حبه، وأن يمتعني بالستر والعافية في الدين والدنيا والآخرة، ﴿رَبِّ اجْعَلْنِي مُقِيمَ الصَّلَاةِ وَمِنْ ذُرِّيَّتِي رَبَّنَا وَتَقَبَّلْ دُعَاءِ (٤٠) رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ﴾ [إبراهيم: ٤٠ - ٤١]
والحمدُ لله أولًا وآخرًا ظاهرًا وباطنًا.
وكَتبهُ راجي عفو ربه الكريم
أبو عاصم الشَّوَامِي محمد بن محمود بن إبراهيم
في الثامن من شهرذي القعدة
سَنَةَ اثْنَين وثَلاثِينَ وأَرْبَعْمائَة وأَلف
من هجرة النبي ﷺ
1 / 13
ترجمة المصنف من تاريخ ابن عساكر
قال الحافظ ابن عساكر في تاريخ دمشق (٣٨/ ٣٦١):
عثمان بن سعيد بن خالد أبو سعيد الدارمي السِّجزي، نزيل هَرَاة سمع بدمشق: إبراهيم بن عبد الله بن العلاء بن زَبْر، وهشام بن عمار، وسليمان بن عبد الرحمن، وهشام بن خالد، وحماد بن مالك الحَرَسْتاني، وبغيرها: حَيْوَة بن شريح، وأبا اليمان، ويحيى بن صالح الوحاظي، وأبا توبة الربيع بن نافع، وعبد الرحمن بن يحيى بن إسماعيل بن عبيد الله، ومحبوب بن موسى الفراء، وسعيد بن أبي مريم، ونعيم بن حماد، وعبد الله بن صالح أبا صالح، وعبد الغفار بن داود الحراني، وموسى بن محمد البلقاني، وفروة بن أبي المغراء، ويحيى الحماني، وأبا بكر بن أبي شيبة، وموسى بن إسماعيل التبوذكي، ومحمد بن عبد الله الخزاعي، ومحمد بن المنهال الضرير، وعلي بن المديني، وأبا الربيع الزهراني، وإسحاق بن راهويه، وإبراهيم بن المنذر الحزامي، وعمرو بن عون الواسطي، وغيرهم.
روى عنه: أبو عمرو أحمد بن محمد الحيري، والمؤمل بن الحسن بن عيسى، وأبو العباس أحمد بن محمد بن الأزهر السجزي، ومحمد بن يوسف الهروي نزيل دمشق، وأبو الحسن أحمد بن محمد بن عبدوس الطرائفي، وأبو عبد الله محمد بن إسحاق القرشي الهروي.
أخبرنا أبو بكر خلف بن عطاء بن أبي عاصم النجار المعروف بالماوردي بهراة، أنا الفقيه أبو روح ثابت بن أبي محمد بن أحمد السعدي الواعظ العدل، أنا أبي أبو محمد، أنا أبو عبد الله محمد بن إسحاق القرشي، أنا الإمام أبو سعيد عثمان بن سعيد بن خالد الدارمي السجزي، نا موسى بن إسماعيل، نا حماد يعني بن سلمة، أنا يعلى بن عطاء، عن وكيع بن حدس، عن أبي رزين العقيلي
1 / 14
قال: قلت يا رسول الله: أكلنا يرى ربه يوم القيامة؟ وما آية ذلك في خلقه؟ قال رسول الله ﷺ: «يا أبا رزين أليس كلكم يرى القمر مخليا به؟ قلت: بلى قال: فالله أعظم».
أخبرنا أبو الحسين القاضي إذنا، وأبو عبد الله الخلال شفاها قالا: أنا أبو القاسم بن منده، أنا أبو علي بن منده، أنا أبو علي إجازة ح قال: وأنا أبو طاهر بن سلمة، أنا علي بن محمد قالا: أنا أبو محمد بن أبي حاتم قال: عثمان بن سعيد الدارمي السجستاني من ساكني هراة، روى عن أبي صالح كاتب الليث، وسعيد بن أبي مريم، وعبد الله بن رجاء، ومسلم بن إبراهيم، وأبي الوليد، وأبي سلمة، وجالس أحمد بن حنبل، ويحيى بن معين، وعلي بن المديني.
أخبرنا أبو القاسم بن السمرقندي، أنا أبو القاسم إسماعيل بن مسعدة، أنا أبو القاسم حمزة بن يوسف السهمي في تاريخ جرجان قال: عثمان بن سعيد السجزي كان بجرجان، وأقام بها في سنة ثلاث وسبعين ومائتين، روى عنه: الحسن بن علي بن نصر الطوسي، وجماعة.
أخبرنا أبو سعد إسماعيل بن أحمد الكرماني، وأبو الحسن مكي بن أبي طالب الهمداني قالا: أنا أبو بكر بن خلف، أنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله محمد بن العباس الضبي يقول: سمعت أبا الفضل بن إسحاق وهو يعقوب القراب يقول: ما رأينا مثل عثمان بن سعيد، ولا رأى عثمان مثل نفسه، أخذ الأدب عن ابن الأعرابي، والفقه على أبي يعقوب البويطي، والحديث عن يحيى بن معين، وعلي بن المديني، وتقدم في هذه العلوم -رحمة الله عليه-.
قرأت على أبي القاسم زاهر بن طاهر، عن أبي بكر البيهقي، أنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عمرو بن أبي جعفر يقول: سمعت أبا حامد الأعمشي يقول: ما رأيت في المحدثين مثل محمد بن يحيى، وعثمان بن سعيد
1 / 15
ويعقوب بن سفيان، أنبأنا أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الله الحافظ قال: سمعت أبا عبد الله بن أبي ذهل يقول: قلت: لأبي الفضل بن إسحاق بن محمود هل رأيت أفضل من عثمان بن سعيد الدارمي؟ فأطرق ساعة، ثم قال: نعم إبراهيم الحربي.
قال: وأنا أبو عبد الله الحافظ قال: وزادني الثقة من أصحابنا، عن أبي عبد الله محمد بن العباس، عن يعقوب بن إسحاق قال: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قد نويت أن لا أحدث عن من أجاب إلى خلق القرآن، قال يعقوب فأدركته المنية، ولولا ذلك لترك الحديث عن جماعة من الشيوخ.
قال أبو الفضل يعقوب بن إسحاق: ولقد كنا في مجلس عثمان بن سعيد غير مرة ومر به الأمير عمرو بن الليث فسلم عليهم فقال: وعليكم، حدثنا مسدد ولم يزد على هذا.
قرأت على أبي القاسم الشحامي، عن أبي بكر الحافظ، أنا أبو عبد الله الحاكم قال: سمعت أبا الطيب محمد بن أحمد الوراق يقول: سمعت أبا بكر الفسوي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: قال لي رجل من أهل سجستان ممن كان يحسدني: ماذا كنت أنت لولا العلم؟ فقلت: أردت شينا فصار زينا.
سمعت نعيم بن حماد يقول: سمعت أبا معاوية يقول: قال الأعمش لولا العلم لكنت بقالا من بقالي الكوفة، وأنا لولا العلم لكنت بزازا من بزازي سجستان.
أخبرنا أبو القاسم هبة الله بن عبد الله بن أحمد قال: سمعت أبا بكر الخطيب يقول: سمعت محمد بن يوسف القطان النيسابوري يحكي: أن أبا الحسن الطرائفي لما رحل إلى عثمان بن سعيد الدارمي فقدم هراة دخل عليه
1 / 16
فقال له عثمان: متى قدمت هذا البلد؟ فأراد أن يقول أمس، فقال: قدمت غدا فقال له عثمان: فأنت إذا في الطريق بعد.
قرأت على أبي القاسم المُعَدِّل، عن أحمد بن الحسين، أنا محمد بن عبد الله قال: سمعت أبا الحسن أحمد بن محمد بن عَبْدُوس يقول: لما أردت الخروج إلى عثمان بن سعيد الدارمي، أتيت أبا بكر محمد بن إسحاق بن خزيمة فسألته أن يكتب لي إليه، فكتب إليه، فدخلت هراة غرة شهر ربيع الأول من سنة ثمانين ومائتين، وقصدت عثمان بن سعيد، وأوصلت إليه كتاب أبي بكر فقرأ الكتاب ورحب بي وأدناني، وسأل عن أخبار أبي بكر محمد بن إسحاق، ثم قال لي يا فتى متى قدمت؟ قلت غدا قال: يا بني فارجع إليهم فإنك تقدم غدا؛ فسودت ثم قال لي: لا تخجل يا بني فإني أقمت في بلدكم سنتين فكان مشايخكم إذا ذاك يحتملون عني مثل هذا.
قال: وسمعت أبا زكريا يحيى بن محمد بن العنبري يقول: سمعت أبا العباس أحمد بن محمد بن الأزهر السجزي يقول: سمعت عثمان بن سعيد الدارمي يقول: أنا أبي محمد بن الحسين بن عمرو السجزي وكان قد كتب عن يزيد بن هارون، وجعفر بن عون فقال: يا أبا سعيد إنهم يجيئوني فيسألوني أن أحدثهم وأنا أخشى أن لا يسعني ردهم. قال عثمان فقلت له: ولم؟ قال يقول النبي ﷺ: «من سئل عن علم فكتمه ألجم بلجام من نار يوم القيامة».
فقلت له أنت لا تحسن إنما قال رسول الله ﷺ: «من سئل عن علم يعلمه» وأنت لا تعلمه.
أنبأنا أبو الفرج غيث بن علي الخطيب، أنا أبو طالب عبد الرحمن بن محمد الشيرازي الصوفي، أنا أبو ذر عبد بن أحمد الهروي إجازة، أنا أبو بكر محمد بن عبد الله بن محمد بن الحسين بن محمد بن مقاتل المُزَكِّي، أنا أبو إسحاق
1 / 17
أحمد بن محمد بن يونس البزاز قال: وعثمان بن سعيد بن خالد الدارمي وكان كتب الحديث مع يحيى بن معين بالبصرة، وبالشام مع الحسن بن علي، والأثرم ومحمد بن صالح كيلجة، وتوفي عثمان في ذي الحجة سنة ثمانين ومائتين، وهكذا ذكر أبو يعقوب إسحاق بن إبراهيم بن عبد الرحمن الهروي في وفاته كتب إلي أبو نصر بن القشيري، أنا أبو بكر البيهقي، أنا أبو عبد الله الحافظ، حدثني أبو عبد الله الضبي، عن شيوخه، أن عثمان بن سعيد الدارمي توفي بهراة سنة اثنتين وثمانين ومائيتن.
* * *
1 / 18
ترجمة بشر بن غياث المريسي من تاريخ بغداد
قال الخطيب في تاريخ بغداد (٧/ ٥٣١):
بشر بن غياث بن أبي كريمة، أبو عبد الرحمن المريسي، مولى زيد بن الخطاب، كان يسكن في الدرب المعروف به، ويسمى درب المريسي، وهو بين نهر الدجاج ونهر البزارين، وبشر من أصحاب الرأي، أخذ الفقه عن أبي يوسف القاضي، إلا أنه اشتغل بالكلام، وجرد القول بخلق القرآن، وحكي عنه أقوال شنيعة ومذاهب مستنكرة، أساء أهل العلم قولهم فيه بسببها، وكفره أكثرهم لأجلها، وقد أسند من الحديث شيئا يسيرا عن حماد بن سلمة، وسفيان بن عيينة، وأبي يوسف القاضي، وغيرهم.
فمن ذلك ما حدثني أبو عبد الله أحمد بن أحمد بن محمد بن علي القصري، قال: حدثنا محمد بن أحمد بن سفيان الكوفي بها، قال: حدثنا أحمد بن محمد بن سعيد، قال: حدثني الحسن بن علي بن بزيع، قال: حدثنا محمد بن عمر الجرجاني، قال: حدثنا بشر بن غياث، عن أبي يوسف، عن أبي حنيفة، عن عطاء، عن ابن البيلماني، عن أبيه، عن علي بن أبي طالب، قال: قال لي النبي ﷺ: «اركب ناقتي ثم امض إلى اليمن، فإذا وردت عقبة أفيق ورقيت عليها رأيت القوم مقبلين يريدونك، فقل: يا حجر، يا مدر، يا شجر، رسول الله يقرأ عليكم السلام»، قال: وارتج الأفق، فقالوا: على رسول الله ﷺ السلام، وعليك السلام، فلما سمع القوم نزلوا، فأقبلوا إلي مسلمين.
وأخبرني الحسين بن محمد أخو الخلال، قال: أخبرنا إبراهيم بن عبد الله الشطي، قال: حدثنا أبو صفوان الثقفي، قال: حدثنا حبيب بن محمد الجوهري أبو الحسن الوكيل، قال: حدثنا محمد بن عبد الوهاب، قال: حدثنا أبو عبد الرحمن بشر بن غياث، عن البراء بن عبد الله الغنوي، عن الحسن، قال: قال
1 / 19
رسول الله ﷺ: «الناس سواء كأسنان المشط، وإنما يتفاضلون بالعافية، والمرء كثير بأخيه، ولا خير لك في صحبة من لا يرى لك من الحق مثل الذي ترى له»
أخبرني أبو القاسم الأزهري، والقاضي أبو بكر محمد بن عمر الداودي، قالا: أخبرنا أحمد بن إبراهيم بن الحسن، قال: حدثنا أحمد بن عبد الله بن علي بن إسحاق الناقد أبو الحسين، قال: حدثنا عمارة بن وثيمة، قال: أخبرني عبد الله بن إسماعيل بن عياش، قال: كتب بشر المريسي إلى رجل يستقرض منه شيئا، فكتب إليه الرجل: الدخل يسير والدين ثقيل، والمال مكذوب عليه فكتب إليه بشر: إن كنت كاذبا فجعلك الله صادقا، وإن كنت معتذرا بباطل فجعلك الله معتذرا بحق.
أخبرني الأزهري، قال: حدثنا عبيد الله بن محمد بن أحمد المقرئ، قال: حدثنا محمد بن يحيى النديم، قال: حدثنا القاسم بن إسماعيل، قال: قال لي الجاحظ قال: بشر المريسي، وقد سئل عن رجل، فقال: هو على أحسن حال وأهياها، فضحك الناس من لحنه، فقال قاسم التمار: ما هذا إلا صوابا مثل قول ابن هرمة:
إِنَّ سُلَيْمَى واللهُ يَكْلأُهَا ... ضَنَّتْ بِشَيءٍ مَا كَانَ يَرْزَأُهَا
قال: فشُغِل الناس بتفسير القاسم عن لحن بشر المريسي.
أخبرنا أبو بكر البرقاني، قال: حدثني محمد بن العباس الخزاز، قال: حدثنا جعفر بن محمد الصندلي، قال: قال إسحاق بن إبراهيم بن عمر بن منيع: كان بشر المريسي يقول بقول صنف من الزنادقة، سماهم صنف كذا وكذا، يقولون: ليس بشيء.
أخبرنا أبو الحسن علي بن أحمد بن عمر البصري المالكي، قال: أخبرنا أحمد بن محمد بن عمر الخفاف بنيسابور، قال: حدثنا أبو العباس السراج، قال:
1 / 20
سمعت عبد الله بن أحمد بن حنبل، يقول: حدثني زياد بن أيوب، قال السراج: وأظن أني سمعته من زياد، قال: سمعت عباد بن العوام، يقول: كلمت بشرا المريسي وأصحاب بشر، فرأيت آخر كلامهم أنه ينتهي إلى أن يقولوا: ليس في السماء شيء.
أنبانا محمد بن أحمد بن رزق، قال: حدثنا عثمان بن أحمد الدقاق، قال: حدثنا يحيى بن أبي طالب، قال: أخبرني عمر بن عثمان ابن أخي علي بن عاصم، قال: أخبرني يحيى بن علي بن عاصم، قال: كنت عند أبي فاستأذن عليه بشر المريسي، فقلت: يا أبت يدخل عليك مثل هذا؟ فقال: يا بني وماله؟ قال: قلت: إنه يقول: القرآن مخلوق، وإن الله معه في الأرض، وإن الجنة والنار لم يخلقا، وإن منكرا ونكير باطل، وإن الصراط باطل، وإن الساعة باطل، وإن الميزان باطل مع كلام كثير، قال: فقال: أدخله علي فأدخلته عليه، قال: فقال: يا بشر ادنه، ويلك يا بشر ادنه، مرتين أو ثلاثا، فلم يزل يدنيه حتى قرب منه، فقال: ويلك يا بشر من تعبد، وأين ربك؟ قال: فقال: وما ذاك يا أبا الحسن؟ قال: أخبرت عنك أنك تقول: القرآن مخلوق، وإن الله معك في الأرض مع كلام كثير، ولم أر شيئا أشد على أبي من قوله: إن القرآن مخلوق، وإن الله معه في الأرض، فقال له: يا أبا الحسن لم أجئ لهذا، إنما جئت في كتاب خالد تقرأه علي، قال: فقال له: لا، ولا كرامة حتى أعلم ما أنت عليه أين ربك، ويلك؟ فقال له: أو تعفيني؟ قال: ما كنت لأعفيك، قال: أما إذ أبيت، فإن ربي نور في نور، قال: فجعل يزحف إليه، ويقول: ويحكم اقتلوه، فإنه والله زنديق، وقد كلمت هذا الصنف بخراسان.
أخبرنا محمد بن أحمد بن رزق قراءة، قال: أخبرنا أبو علي ابن الصواف، قال: وجدت في كتاب أبي، قال: حدثنا أبو بكر الباغندي، قال: حدثنا الربيع بن سليمان، قال: سمعت الشافعي، يقول: دخلت بغداد، فنزلت على بشر
1 / 21