عزلا وقفنا أمام دار الحكومة نرفض حمل السلاح، لا دفاعا عن أنفسنا ولا دفاعا عن الأمة.
عزلا سرنا في الأسواق، وفي مقدمتنا النساء حاملات البنود البيضاء لا الحمراء، وبينهن أمهات من سفكوا دماءهم في حرب الأمم.
عزلا اجتمعنا في الساحات العمومية، وبيننا ألوف ممن خاضوا عباب حرب الأمم، ونجوا منها مشوهين مثلي.
لا يا بني ، لم ننس تلك الحرب وأهوالها، ولم تنس النساء ويلاتها، ولم تنس الأمهات أحزانهن، نهضنا وإخواننا البريطانيين نهضة واحدة على الحكومات المالية التجارية الطاغية، لست أنسى حياتي يوم أمرت جنود الحكومة بتبديد اجتماعنا أمام دار الحكومة، أمرنا بالذهاب إلى بيتنا فأبينا، فأمر الجنود بإطلاق الرصاص علينا، تباركت تلك الساعة يا بني، وتبارك الإخاء والولاء، فلما أمر الجنود بإطلاق الرصاص رموا سلاحهم إلى الأرض وأسرعوا إلينا يعانقوننا. تعانق الجنود والعمال يا بني، واتحدنا على العدو، عدو التمدن والإنسانية، نعم، قتلنا في تلك الساعة الحرب في مهدها، وأسقطنا حكومتها وأربابها، في تلك الساعة يا بني أشرقت شمس الإخاء والحرية لأول مرة على العالم.
أجل، قد سقطت حكومة واشنطون وحكومة لندن في أسبوع واحد وأخذت ثورة العمال السلمية تمتد وتنتشر في فرنسا وألمانيا وروسيا والنمسا وإيطاليا، سطع نورها في أمم أوروبا وأميركا جمعاء، بعثت البلشيفية من قبرها وقد طهرها الفشل والزمان، فاستولت وهي عازل على زمام الأحكام في العالم المتمدن، وكانت النساء - تبارك اسمهن وجنسهن - العامل القوي في فوزنا فوزا مبينا.
عصينا يا بني، تمردنا، خلعنا نير الطاعة لحكومات تجارية طاغية، انتصر السلم نصرا مبينا، فازت الحرية والإخاء فوزا باهرا، رفع العمال راياتهم البيضاء لا الحمراء في كل العواصم الأوروبية، وبعد أن استتب حكمهم الدمقراطي الاشتراكي عقدوا مؤتمرا في نيويورك قرروا فيه ثلاث مبادئ أساسية:
أولا:
استيلاء الحكومة على الشركات العمومية كلها.
ثانيا:
تحديد ثروة الشركات التجارية والمالية وثروة الأفراد.
ناپیژندل شوی مخ