لعنوها وجروحهم مضمدة بأعلامها
في أجمل بقعة من أصغر عوالمك، تحت أقدس الأبراج من سمائك، حول أعذب الموارد في خير مروجك، بين أنقاض دفنت فيها أنوار وحيك، جلست هنيهة أستريح
أسندت رأسي إلى جزع أرزة وارفة الظلال تقبل أغصانها بقية عمد هيكل خرب قديم
وسمعت أصواتا شبيهة بأصوات رياح الشتاء في مقابر الجبال
وبدت أصحابها كالأشباح يضجون في الأنقاض ويولولون، ينعون، ويكبرون، ويقتتلون
وبينما هم كذلك وإذا بحية جميلة على عمود من المرمر تشير برأسها إلى بيت تحت العمود من العنكبوت
نظرت إلى البيت فرأيت الرتيلاء تحوك أخياطها آمنة فيه، وحيات صغيرة تلعب حوله ولا تؤذيها ولا تؤذيه، ورأيت الأشباح يقتتلون فيهدمون الأكواخ التي ابتناها الإنسان في الأنقاض
أشباح الماضي يبنون في أخربة الماضي ويهدمون ما يبنون
فاستوت الحية على عمود الهيكل وشرعت تقول: ويل الإنسان إذا فكت في الظلمة قيوده، ويل الأمم إذا أطلقت في الليل سجناؤها، ويل البلاد إذا قدست فيها سيادة هي كالظل في رواق الهيكل بل كطيف الموت في أنقاض الحياة
هجروها والحية تندب أطلالها
ناپیژندل شوی مخ