248

صياح الزعماء مثل تمويه الوزراء. لكل أجل.

سفسطة المتكلمين مثل تفوق المتوحشين، لكل أجل.

الشعوب المظلومة باسم الوطن مثل الشعوب المظلومة باسم السلطة المطلقة. لكل أجل.

جشع المتمولين مثل نفاق الاشتراكيين. لكل أجل.

من يغتنون اليوم من معامل المدافع والقنابل مثل الجياع والمرضى في البلدان المنكوبة. لكل أجل.

وقبل أن ينقضي أجلهم كلهم عبثا ننادي: على الأرض السلام، على الأرض السلام!

لس عود، ورب الوجود، لسنا من المقيدين إلا بالإنسانية ولسنا من الساجدين إلا لرب البشر. •••

عدو البشر العنيد، اضربه بالحديد، وهات جمجمته، نزين بها قصر السلم الجديد.

شبلي الشميل

في الشرق نوع من النبوغ قلما يدرك الشرق كنهه، وفي الشرقيين خاصة صفة من آل العلم والعرفان قلما يقدره حق قدره، مثل منه رجل قد تقل تآليفه وتكثر نفحاته، يرسل نفسه نورا في الناس عملا لا كتابة، فكرا لا قولا، يتشرب ما يوحى إليه مثلما تتشرب الأزهار النور والندى ومثل الأزهار يبثه عفوا أريجا طيبا، حياته الدنيا نبراس يستضيء به الناس. وجوده أينما حل منهل عذب يرده الأدباء عشاق الحرية والحقيقة والكمال، كلمته المقولة نبأ أثيري تتناقله دوائر الأدب وتتلقفه الألباب، كلمته المكتوبة حجة على الباطل وضربة على الضلال قاضية. قد لا يعمل بذاته عملا خطيرا ولكنه يستنهض للأعمال الخطيرة أنفسا آن فيها النبوغ، قد لا يؤلف كتابا خالدا ولكنه يوحي إلى غيره خالد الآراء والآيات، يوقف حياته لا للشهرة والمجد، ولا للثروة والسيادة، بل لخدمة الحقيقة، وخدمة الأمة، وخدمة العلم والأدب في الاثنتين، يكبر أعمال الناس مهما صغرت إذا كان فيها ذرة من الحق، ويستصغرها مهما كبرت إذا كان فيها ذرة من الباطل، عقله شمس مشعشعة لا ليل يحجبها، ضميره بستان زاهر ربيعه لا يزول.

ناپیژندل شوی مخ