216

والغيث أهنأه الذي

يهمس وليس له رعود

أرى اللب مرآة اللبيب فمن يكن

مرائيه الإخوان يصدق ويكذب

فشاور العقل واترك غيره هدرا

فالعقل خير مشير ضمه النادي

ومثلها كثير من الحقائق والحكم التي لم ينطق بها نوابغ الإفرنج ولا ألفها الأوروبيون إلا بعد ألف سنة من زمن كانت معرة النعمان فيه كعبة الأدب والشعر والعلم، وكان أبي العلاء ربها «الضرير» البصير!

تعددت الأسماء والظلم واحد1

في التاريخ حقائق ينشرها الزمان - أضرت أو نفعت - وإن حاول كتمانها الإنسان. ينشرها الزمان في إعادة الحوادث الأليمة والنهضات السياسية العظيمة. ومن هذه الحقائق أن من الشعوب، قديما وحديثا، في الشرق وفي الغرب؛ من حاولوا مرارا أن يزيلوا بالقوة ما في الحياة من نقص وزيادة، من أثرة وامتياز، من ضعف وقوة، من فقر وغنى، فكسروا نير الطاعة وأبوا الخضوع لسيادتي الشرع والدين، بل طالما خاض الشعوب بحرا من الدم والأهوال توصلا إلى ما كانوا يظنونه كمالا في الأحكام ومساواة بين الأنام.

أما زعماء هاته النهضات - نهضات المساواة إكراها - فلا شك أنهم ينشئون صادقين ويعملون بادئ أمرهم مخلصين، لا شك أنهم يعتنقون مبادئ الكمال في الاجتماع والدين مقتنعين لا مخادعين، ويقيمون أنفسهم أسياد حكم جديد، ورسل خير عتيد، علما منهم أن لا فوز بلا قوة ولا قوة بلا حكم مهما كان.

ناپیژندل شوی مخ