تعالوا وإياي إلى أكبر شارع وأجمل جادة أريكم هناك جمعا عجيبا من البائسين والبائسات، يموجون كالبحر الهائج، ويهتفون هتافا عظيما جميلا
وما هذا الشعب بشعب ثائر، بل هو محبور فاز بالحياة ساعة بعد أن عاش في حياض الموت خلال العام المنصرم
إلي لنرى أحقر الأكواخ وأظلم المضايق وأقذر أزقة المدينة، أريكم هناك أغنى الناس وأكيسهم، أرفعهم وأشرفهم
قد جاءوا هذه الليلة ليآسوا الفقراء ويعزوهم جاءوا ليتفقدوا شئون البؤساء
ولكنهم قصدوا الأكواخ والمضايق والأزقة فوجدوها خالية خاوية
في هذه الليلة يخرج الغني من قصره، والفقير من كوخه، والبائس من سجنه، والعبد من قيوده، في هذه الليلة يتحرر الإنسان •••
إليكم أيها الساخرون بأفراح الشعب البسيط
تعالوا معي إلى الملاهي فأريكم أنها مهجورة وإلى رداه الرقص فأريكم أنها مظلمة، وإلى مجالس الأنس لتروا كيف هي فارغة وإلى بيوت الشعب فتشاهدوها مزينة بأغصان النخل والشربين والأنوار الصينية المنوعة الألوان، في هذه الليلة يتحرر الإنسان
يتحرر الإنسان ولو ساعة واحدة في رأس كل عام
ولو ساعة واحدة في السنة تتساوى أفراد الأمة وطبقاتها ويخرج البشر من السجون التي بنتها البشر
ناپیژندل شوی مخ