323

ریحانه الکتاب او نجعه المنتاب

ريحانة الكتاب ونجعة المنتاب

ایډیټر

محمد عبد الله عنان

خپرندوی

مكتبة الخانجي

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٩٨٠م

د خپرونکي ځای

القاهرة

وجادت، وانتظمت عُقُود الشمل أَو كَادَت. فَإنَّا إِلَى الله تَسْلِيمًا لحكمه، وانقيادا لما سبق على من خلق فِي علمه، هِيَ عَادَة الْأَيَّام تعثر فِي مرحها، وتشرب كأس فرحها. كن الْحَوَادِث إِذا تخطت مقامكم الَّذِي هُوَ المقلة الباهرة والعمدة الناصرة، وَالْعدة الفاخرة، والقطب الَّذِي تَدور عَلَيْهِ الدُّنْيَا وَالْآخِرَة. فَهِيَ قد أقصرت وَإِن أفصدت، وأصحت وَإِن أرعدت، وأخلفت مَا أوعدت، وَإِن تعدت أَو عدت. وَتلك الْجِهَة الْكَرِيمَة وَإِن أعجل الْقدر الحتم جنابها، وحث إِلَى خير علم مَا عِنْد الله ركابهَا، قبل أَن يُشَاهد مَا يرتقب لمقامكم من إنجاز الْوَعْد، وتضاعف مواهب السعد، فسترد على مجدها المجود بسحاب الرَّحْمَة، الْمَقْصُود بركائب الْفضل من الله وَالنعْمَة وينثال فِيهِ من حسناتكم الجهادية، وبركات الدعْوَة الَّتِي تدف عَلَيْكُم من هَذِه الْأمة المحمدية [مدد لَا تَعب] زَائِدَة ووافده، وَنور تسطع بِتِلْكَ التربة الزكية شواهده، حَتَّى يتَّصل لَهَا بكم فِي الدَّاريْنِ أَسبَاب السرُور، وتقر عينا تفد على ضريحها المبرور من الْبركَة الهامية والنور. فَمن ترك بَينه وَبَين الله مثلكُمْ، فقد تخلف الْعَمَل الَّذِي لَا يَنْقَطِع مدده، وَالْفَخْر الَّذِي لَا يبلغ أمده. ثَبت عَن رَسُول الله ﷺ، أَنه قَالَ إِذا مَاتَ الْإِنْسَان انْقَطع عمله إِلَّا من ثَلَاث، فَذكر ولدا صَالحا يَدْعُو لَهُ، وَصدقَة جَارِيَة، وَعَملا ينْتَفع بِهِ، وَقد اجْتمع لَهَا الثَّلَاثَة وَالْحَمْد لله فِي نظم متسق، وتألف لَهَا مِنْهُ كل مفترق لما أعده الله لمقدمها من أَسبَاب الْكَرَامَة، وعلو الدرجَة فِي دَار المقامة. وَاعْلَمُوا أيدكم الله، أَن هَذَا الْخطب الَّذِي طرق ذَلِك الجناب الأرفع، والجلال الَّذِي تجلى الْمجد وَالطَّهَارَة تلفع، لَو كَانَ مِمَّا يقبل فِيهِ الفدا، أَو يعْمل بِسَبَبِهِ الندا، لكَانَتْ النُّفُوس من خلصان مقَامه الرفيع وأوليائه

1 / 339