دوه ګلزارونه په دواړو دولتونو نوري او صلاحي په اړه خبرونو کې

ابو شامه d. 665 AH
35

دوه ګلزارونه په دواړو دولتونو نوري او صلاحي په اړه خبرونو کې

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

پوهندوی

إبراهيم الزيبق

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

بيروت

وكثروه وَمَا كَانَ نور الدّين يُحَاسب القَاضِي على شَيْء من الْوُقُوف وَيَقُول انا قلدته على أَن يتَصَرَّف بِالْمَعْرُوفِ وَمَا فضل من مصارفها وشروط واقفها يَأْمُرهُ بصرفه فِي بِنَاء الأسوار وَحفظ الثغور وَكَانَت دولته نَافِذَة الْأَوَامِر منتظمة الْأُمُور قلت وَحكى الشَّيْخ أَبُو البركات الْحسن بن مُحَمَّد بن الْحسن بن هبة الله أَنه حضر مَعَ عَمه الْحَافِظ أبي الْقَاسِم ﵀ مجْلِس نور الدّين لسَمَاع شَيْء من الحَدِيث فَمر فِي أثْنَاء الحَدِيث أَن النَّبِي ﷺ خرج مُتَقَلِّدًا سَيْفا فاستفاد نور الدّين أمرا لم يكن يعرفهُ وَقَالَ كَانَ رَسُول الله ﷺ يتقلد السَّيْف يُشِير إِلَى التَّعَجُّب من عَادَة الْجند إِذْ هم على خلاف ذَلِك يربطونه بأوساطهم قَالَ فَلَمَّا كَانَ من الْغَد مَرَرْنَا تَحت القلعة وَالنَّاس مجتمعون ينتظرون ركُوب السُّلْطَان فوقفنا نَنْظُر إِلَيْهِ مَعَهم فَخرج نور الدّين ﵀ من القلعة وَهُوَ متقلد السَّيْف وَجَمِيع عسكره كَذَلِك فرحمة الله على هَذَا الْملك الَّذِي لم يفرط فِي الِاقْتِدَاء بِالنَّبِيِّ ﷺ بِمثل هَذِه الْحَالة بل لما بلغته رَجَعَ بِنَفسِهِ ورد جنده عَن عوائدهم اتبَاعا لما بلغه عَن نبيه ﷺ فَمَا الظَّن بِغَيْر ذَلِك من السّنَن وَلَقَد بَلغنِي أَنه أَمر بِإِسْقَاط ألقابه فِي الدُّعَاء على المنابر وَرَأى لَهُ وزيره موفق الدّين خَالِد بن القيسراني الشَّاعِر فِي مَنَامه أَنه يغسل ثِيَابه وقص ذَلِك عَلَيْهِ ففكر سَاعَة ثمَّ أمره بكتابه إِسْقَاط المكوس وَقَالَ هَذَا تَفْسِير مَنَامك وَكَانَ فِي تَهَجُّده يَقُول ارْحَمْ العشار المكاس وَبعد أَن أبطل ذَلِك استعجل من النَّاس فِي حل وَقَالَ وَالله مَا أخرجناها إِلَّا فِي جِهَاد عَدو الْإِسْلَام يعْتَذر بذلك إِلَيْهِم عَن أَخذهَا مِنْهُم

1 / 54