دوه ګلزارونه په دواړو دولتونو نوري او صلاحي په اړه خبرونو کې

ابو شامه d. 665 AH
28

دوه ګلزارونه په دواړو دولتونو نوري او صلاحي په اړه خبرونو کې

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

پوهندوی

إبراهيم الزيبق

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

بيروت

قَالَ وَبنى الرَّبْط والخانقاهات فِي جَمِيع الْبِلَاد للصوفية ووقف عَلَيْهَا الْوُقُوف الْكَثِيرَة وأدر عَلَيْهِم الإدرارات الصَّالِحَة وَكَانَ يحضر مشايخهم عِنْده ويقربهم ويدنيهم ويبسطهم ويتواضع لَهُم وَإِذا أقبل أحدهم إِلَيْهِ يقوم لَهُ مذ تقع عينه عَلَيْهِ ويعتنقه ويجلسه مَعَه على سجادته وَيقبل عَلَيْهِ بحَديثه وَكَذَلِكَ كَانَ أَيْضا يفعل بالعلماء من التَّعْظِيم والتوقير والاحترام ويجمعهم عِنْد الْبَحْث وَالنَّظَر فقصدوه من الْبِلَاد الشاسعة من خُرَاسَان وَغَيرهَا وَبِالْجُمْلَةِ كَانَ أهل الدّين عِنْده فِي أَعلَى مَحل وأعظمه وَكَانَ أمراؤه يحسدونهم على ذَلِك وَكَانُوا يقعون عِنْده فيهم فينهاهم وَإِذا نقلوا عَن إِنْسَان عَيْبا يَقُول وَمن الْمَعْصُوم وَإِنَّمَا الْكَامِل من تعد ذنُوبه قَالَ وَبَلغنِي أَن بعض أكَابِر الْأُمَرَاء حسد قطب الدّين النَّيْسَابُورِي الْفَقِيه الشَّافِعِي وَكَانَ قد استقدمه من خُرَاسَان وَبَالغ فِي إكرامه وَالْإِحْسَان إِلَيْهِ فحسده ذَلِك الْأَمِير فنال مِنْهُ يَوْمًا عِنْد نور الدّين فَقَالَ لَهُ يَا هَذَا إِن صَحَّ مَا تَقول فَلهُ حَسَنَة تغْفر كل زلَّة تذكرها وَهِي الْعلم وَالدّين وَأما أَنْت وَأَصْحَابك ففيكم أَضْعَاف مَا ذكرت وَلَيْسَت لكم حَسَنَة تغفرها وَلَو عقلت لشغلك عيبك عَن غَيْرك وَأَنا أحتمل سَيِّئَاتكُمْ مَعَ عدم حسناتكم أَفلا أحمل سَيِّئَة هَذَا إِن صحت مَعَ وجود حسنته على أنني وَالله لَا أصدقك فِيمَا تَقول وَإِن عدت ذكرته أَو غَيره بِسوء لأؤدبنك فَكف عَنهُ قَالَ ابْن الْأَثِير هَذَا وَالله هُوَ الْإِحْسَان وَالْفِعْل الَّذِي يَنْبَغِي أَن يكْتب على الْعُيُون بِمَاء الذَّهَب وَبنى بِدِمَشْق أَيْضا دَار الحَدِيث ووقف عَلَيْهَا وعَلى من بهَا من المشتغلين بِعلم الحَدِيث وقوفا كَثِيرَة وَهُوَ أول من بنى دَارا للْحَدِيث فِيمَا

1 / 47