19

دوه ګلزارونه په دواړو دولتونو نوري او صلاحي په اړه خبرونو کې

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

پوهندوی

إبراهيم الزيبق

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

بيروت

قَالَ فَإِن قَالَ قَائِل كَيفَ يُوصف بالزهد من لَهُ الممالك الفسيحة وتجبى إِلَيْهِ الْأَمْوَال الْكَثِيرَة فليذكر نَبِي الله سُلَيْمَان بن دَاوُد ﵉ مَعَ ملكه وَهُوَ سد الزاهدين فِي زَمَانه وَنَبِينَا ﷺ قد حكم على حَضرمَوْت واليمن والحجاز وَجَمِيع جَزِيرَة الْعَرَب من حُدُود الشَّام إِلَى الْعرَاق وَهُوَ على الْحَقِيقَة سيد الزاهدين قَالَ وَإِنَّمَا الزّهْد خلو الْقلب من محبَّة الدُّنْيَا لَا خلو الْيَد عَنْهَا قَالَ وَأما عدله فَإِنَّهُ كَانَ أحسن الْمُلُوك سيرة وأعدلهم حكما فَمن عدله أَنه لم يتْرك فِي بلد من بِلَاده ضريبة وَلَا مكسا وَلَا عشرا بل أطلقها رَحْمَة الله جَمِيعهَا فِي بِلَاد الشَّام والجزيرة جَمِيعهَا والموصل وأعمالها وديار مصر وَغَيرهَا مِمَّا حكم عَلَيْهِ وَكَانَ المكس فِي مصر يُؤْخَذ من كل مئة دِينَار خَمْسَة وَأَرْبَعُونَ دِينَارا فأطلقها وَهَذَا لم تتسع لَهُ نفس غَيره وَكَانَ يتحَرَّى الْعدْل وينصف الْمَظْلُوم من الظَّالِم كَائِنا من كَانَ القوى والضعيف عِنْده فِي الْحق سَوَاء وَكَانَ يسمع شكوى الْمَظْلُوم ويتولى كشف حَاله بِنَفسِهِ وَلَا يكل ذَلِك إِلَى حَاجِب وَلَا أَمِير فَلَا جَرَمَ سَار ذكره فِي شَرق الأَرْض وغربها قَالَ وَمن عدله أَنه كَانَ يعظم الشَّرِيعَة المطهرة وَيقف عِنْد أَحْكَامهَا وَيَقُول نَحن شحن لما نُمضي أوامرها فَمن اتِّبَاعه أَحْكَامهَا أَنه كَانَ يلْعَب بِدِمَشْق بالكرة فَرَأى إنْسَانا يحدث آخر ويومئ بِيَدِهِ إِلَيْهِ فارسل إِلَيْهِ يساله عَن حَاله فَقَالَ لي مَعَ الْملك الْعَادِل حُكُومَة وَهَذَا غُلَام القَاضِي

1 / 38