دوه ګلزارونه په دواړو دولتونو نوري او صلاحي په اړه خبرونو کې

ابو شامه d. 665 AH
135

دوه ګلزارونه په دواړو دولتونو نوري او صلاحي په اړه خبرونو کې

الروضتين في أخبار الدولتين النورية و الصلاحية

پوهندوی

إبراهيم الزيبق

خپرندوی

مؤسسة الرسالة

د ایډیشن شمېره

الأولى

د چاپ کال

١٤١٨ هـ/ ١٩٩٧ م

د خپرونکي ځای

بيروت

فصل فِي وَفَاة زنكي ﵀ قَالَ ابْن الْأَثِير كَانَت قلعة جعبر قد سلمهَا السُّلْطَان ملكشاه إِلَى الْأَمِير سَالم بن مَالك الْعقيلِيّ لما ملك قسيم الدولة مَدِينَة حلب فَلم تزل بِيَدِهِ وَيَد أَوْلَاده إِلَى سنة إِحْدَى وَأَرْبَعين فَسَار الشَّهِيد إِلَيْهَا فحصرها وَكَانَ الْبَاعِث لَهُ على حصرها وَحصر فنك أَلا يبْقى فِي وسط بِلَاده مَا هُوَ لغيره وَإِن قل للحزم الَّذِي كَانَ عِنْده وَالِاحْتِيَاط وَأقَام عَلَيْهِ يحصره بِنَفسِهِ إِلَى أَن مضى من شهر ربيع خمس لَيَال فَبينا هُوَ نَائِم دخل عَلَيْهِ نفر من مماليكه فَقَتَلُوهُ غيلَة وَلم يجهزوا عَلَيْهِ وهربوا من ليلتهم إِلَى القلعة وَلم يشْعر أَصْحَابه بقتْله فَلَمَّا صعد أُولَئِكَ النَّفر إِلَى القلعة صَاح من بهَا إِلَى الْعَسْكَر يعلمهُمْ بقتْله فبادر أَصْحَابه إِلَيْهِ فأدركه أوائلهم وَبِه رَمق ثمَّ ختم الله بِالشَّهَادَةِ أَعماله (لَاقَى الْحمام وَلم أكن مُسْتَيْقنًا ... أَن الْحمام سيبتلى بحمام) فأضحى وَقد خانه الأمل وأدركه الْأَجَل وتخلى عَنهُ العبيد والخول فَأَي نجم لِلْإِسْلَامِ أفل وَأي نَاصِر للْإيمَان رَحل وَأي بَحر ندى نضب وَأي بدر مَكَارِم غرب وَأي أَسد افترس وَلم ينجه قلَّة حصن وَلَا صهوة فرس فكم أجهد نَفسه لتمهيد الْملك وسياسته وَكم أدبها فِي حفظه وحراسته فَأَتَاهُ مبيد الْأُمَم ومفنيها فِي الْحَدث والقدم فأصاره بعد الْقَهْر لِلْخَلَائِقِ

1 / 154