وإن ورد خبر في هذا الكتاب يقتضي ظاهره مذهب الحشو والاختلاط فينبغي أن يتأمله الناظر ويتفكر فيه؛ فإن عرف تأويله عرف معناه، وإن لم يظهر له معناه رجع إلى من عرف معناه ليعرفه المراد به؛ فإن كلام النبي والأئمة (عليهم السلام) ليس له مزية على كلام الله، فكلام الله تعالى لم يخل من المتشابه فكذلك كلام النبي (صلى الله عليه وآله) وسلم والأئمة (عليهم السلام)، لكنه يرجع إلى من كان عالما حاذقا بصيرا بالأصول والفروع واللغة والإعراب حتى يتبين المراد، فيعلم أنه ليس بين كلام الله تعالى والنبي والأئمة (عليهم السلام) تناقض سوى من كان من أهل الحشو وقليل البضاعة في العلم، وأنا أذكر أمام هذا الكتاب طرفا من الأصول؛ لأنها المفزع، وإليها المرجع بعد أن أذكر الكلام في العقول والعلوم، والله الموفق للصواب بمنه ولطفه».
فقد حذر المؤلف القراء من التسرع في الحكم استنادا على ورود بعض الأخبار التي يقتضي ظاهرها مذهب الحشو والاختلاط، ودعا إلى التأمل والتفكر والرجوع إلى من يعرف تأويلها، وأكد ذلك في الخاتمة أيضا، وختم ذلك بقوله:
«فإني لم أذكر شيئا في هذا الكتاب من الخبر والأثر الذي يقتضي ظاهره مذهب الحشو حتى كنت عالما لمعناه قبل إيراده، لكن لم أذكر معناه لئلا يطول به الكتاب، فينبغي أن لا يعتقد أحد أني كنت حشويا ومخلطا».
تحقيق الكتاب
يمكن حصر السبب الذي حدانا لتحقيق هذا الكتاب القيم وإحيائه بأمرين:
1. أهمية الكتاب: وهو ما يتجلى واضحا من ثناء جل العلماء عليه وعلى مؤلفه، هذا من جهة، ومن جهة أخرى فإن الكتاب يعتبر أحد المصادر الرئيسية لكتابي (بحار الأنوار) و(مستدرك الوسائل).
2. ضعف النسخ المتداولة: لقد طبع هذا الكتاب- كما أسلفنا- عدة طبعات هي:
مخ ۱۹