249

وكان أبناء روملوس بعد ذلك يولون عليهم ملكا كل عام، ويعزلونه فى آخره، وبعد أربعمائة وثمانية عشر عاما ظهر بعد ذلك جيلليوس، وبعد جلوسه أصبح تولى الملك جيلا بعد جيل، وكان الملك يصل الابن عن أبيه، وكان عمر جيلليوس هذا ستة وخمسين عاما، وبعدهم أفضى الملك إلى أغسطوس 5 القيصر الذى كان فى عهد كرسطوس، وأقام القياصرة مدة مديدة فى هذا المكان، والآن هو مكان الباباوات خلفاء المسيح (عليه السلام).

وكانت هذه المدينة فى هذا الوقت معمورة إلى أبعد حد، وتبدأ ولاية الإفرنج من أرض المغرب، وهى موازية مخازية لهذا البحر حتى يصل فى موضع يقترب أحد شاطئيه من الآخر حتى يبلغ خمسة فراسخ، وطول هذا الموضع عشرون فرسخا، وكانوا يسمونه الزقاق، ويسمون أرض الفرنجة هذه إسبانيا، والطريق إليها شهر، وعليه عدة مدن معروفة على النحو التالى: فالنسيا ومرسية وبريانة وشاطبة وطليطلة وإشبيلية وقرطبة وأرأر 6، وعدة جزر أنسا 7، وميورقه ولارده وصقلية.

وفتح المسلمون كل هذه المدن المذكورة فى بداية عهد الإسلام، وكانت فى يد ملوك المغرب، واستولى عليها الملك كسطلونية من المسلمين فى سنة ستمائة وستين من الهجرة، وهم الآن يؤدون الخراج إلى ملك أسبانيا، وأحضروا المسلمين الذين كانوا من سكان جزيرة صقلية حتى مدينة ناجرة، وهى فى وسط بلاد الفرنجة، وأرسلوا قوما من المسيحين إلى تلك الجزيرة أخذا بالحيطة حتى لا يتحدوا مع المغاربة، وفى الوقت الذى استولى فيه المسلمون على مدينة عكا خربوا الكنائس التى كانت فى لبران 8 فى عهد سلطان الإسلام غازان خان بن أرغون خان، فقتل فرنجة هذه البلاد من المسلمين ما يقرب من مائتى ألف شهيد مقابل هذا.

ومعظم مدينة طليطلة من بنى إسرائيل من أبناء يهودا بن يعقوب، ومن بداية نقطة المغرب من هذا الطرف، وهو فى الشمال بلد طولها شهر لها ملك عظيم يسمى الملك برتكلية، وله مال كثير وجيش لا حصر له، وتقع بينه أحيانا وبين ملك إسبانيا حروب.

مخ ۲۹۲