ومضى السلطان عز الدين ألب أرسلان مع اثنى عشر ألف فارس إلى أرمانيوس قيصر الروم الذى كان له ثلاثون ألف فارس، فهزمهم ووقع القيصر فى الأسر على يد غلام رومى كان فى غاية الحقارة، لأن العارض لم يكتب اسمه فى أثناء عرض الجيش، فقال سعد الدولة شحنة بغداد: اكتبه فيجوز أن يقبض على ملك الروم، وبتقرير على أن يعطى القيصر أرمانيوس كل يوم ألف دينار، فقد أعطاه الأمان.
واتجه إلى ما وراء النهر فى آخر عهده، واستولى على قلعة برم، فجاءوا بالحاكم، فسأله عن أشياء، فلم يصدق، فأمر السلطان أن يعاقبوه، فاستل سكينا وقصد السلطان فهاجمه الغلمان ولكن السلطان منعهم، وأراد أن يرشقه بالسهم، ولأن أجل السلطان كان قد انتهى، أخطأ السهم، ووصل إلى السلطان وطعنه بالسكين فى بطنه، وأهلك السلطان فى سنة أربع وخمسين وأربعمائة، وكانت مدة ملكه اثنى عشر عاما.
السلطان معز الدين أبو الفتح ملك شاه بن ألب أرسلان:
كان ملكا عادلا عالما أخضع معظم بلاد العالم تحت سيطرته، وكان نظام الملك حسن وزيره، وقالوا هذا البيت 7 فى الرد على سؤاله:
جملة ما هو آت جاءت فى بيت
فاسمع أيها الصاحب نظام الملك مولانا حسن
الشرط والتعبير والتعجب هو المدة والنفى والخبر
والإنكار والصلة هو التفخيم والاستفهام وأنا
وكان معاصرا له من الأئمة: إمام الحرمين، وتوفى فى سنة سبع وسبعين وأربعمائة، وكانت مدة ملكه ثلاثة وعشرين عاما.
السلطان ركن الدين أبو الفوارس بركيارك بن ملك شاه:
كان ولى عهد أبيه، وخلفه بناء على وصيته، وحارب إخوته محمود ومحمد، وتوفى محمود فى أيامه، وثار الحسن بن على بن الصباح الحميرى، وأرسل عبد الملك بن عطاش إلى أصفهان ليستولى عليها، وتوفى السلطان بركيارك فى سنة مائتين وتسع وثمانين، وكانت مدة ملكه اثنى عشر عاما.
السلطان غياث الدين أبو شجاع محمد بن ملك شاه:
أصبح ملكا بعد أخيه، وقصد بغداد، وحاربه إياز وصدقة اللذان كانا عبدين لأبيه، فقتل صدقة وأسر إياز، ولما عاد توجه إلى قلعة الملك، طرحه عبد الملك بن عطاش من البوابة، وقتله أحقر قتلة فى سنة خمسمائة واثنتين، وكانت مدة ملكه ثلاثة عشر عاما.
مخ ۲۴۴