192

وفى الروم كان السلطان عز الدين كيكاوس، ولما عاداه أخوه علاء الدين وتوجه إلى أنكوربه 81، فأحضره من هناك، وحبسه فى قلعة هشيار لمدة سبعة أعوام، ولما توفى عز الدين، صار علاء الدين ملكا حتى عهد المستعصم، وأعد بدر الدين لؤلؤ جيشا فى الموصل، وطلب المدد من تاج الدين محمد صلابة صاحب أردبيل، فأرسل له ألف رجل، فاتجه بدر الدين لؤلؤ إلى ماردين، كما حشد سلطان ماردين جيشا وطلب المدد من حلب ولما تقابلا، انهزمت ميمنة المارديين، وتعقبهم جيش الموصل وغنموا، فهجم ابن القاهرى قائد جيش حلب على قلب جيش الموصل، وألحق به الهزيمة، فهرب بدر الدين لؤلؤ مع عشرة رجال، وجاء إلى الموصل وسلبوا خزانته.

وتوفى الملك الصالح أيوب فى مصر، وفى سنة ثمان وأربعين وستمائة تقررت سلطنة مصر للملك المعظم توران شاه بن أيوب بن الكامل الذى كان ملكا على حصن كيفا، وتحارب مع جيش الفرنجة الذى كان قد استولى على دمياط وأطراف مصر، وقتل ما يقرب من ثلاثين ألفا من الفرنجة، ووقع ملكهم أفريدش فى الأسر، واستخلص دمياط، وبعد ذلك اتفق المماليك البحرية على قتل السلطان، وكان أيبك التركمانى الذى كان رئيس الأمراء قد حضر مائدة السلطان، وفى أثناء الحديث ضرب السلطان بالسيف، فهرب السلطان فى بيت جوبين، فأضرم المماليك النار فى البيت، فصعد إلى السطح، فرشقه أيبك بسهم، فألقى بنفسه فى البحر، فقبضوا عليه وقتلوه ركلا وطرحوه فى البحر، وكان من عهد شيركوه حتى انقراض دولتهم ثمانية وثمانون عاما.

ولما عرف أسرى الفرنج هذا الخبر حطموا القيود وجعلوا يقتلون المسلمين، فدخل الخدام التركمانيون، وحاصروهم فى حلقة وقتلوا ثلاثة عشر ألفا منهم فى لحظة واحدة، وقرروا لأفريدين مائتى ألف دينار. واستولى أيبك التركمانى على مصر فى سنة ستمائة واثنتين وخمسين، ولم يبق أحد من أبناء الملك الكامل، وقتله الأمير أقطاى جامة فى القلعة، وأمر أن تكون الخطبة والسكة باسمه، وأصبح سلطانا. وكان السلطان ركن الدين فى كرمان، وقدم أخوه من عند منكوخان فى سنة ستمائة وخمسين، فهرب ركن الدين وطلب الأمان من دار الخلافة، فلم يمكنوه من هذا خوفا من المغول، وتوجه من هناك إلى منكوخان، فتعقبه قطب الدين ودخل على يارغو، وسلموه إلى قطب الدين بعد أن ثبت ذنبه فقتله، وأصبحت له سلطنة كرمان.

مخ ۲۱۷