Rawdat al-Hukkam wa Zinat al-Ahkam
روضة الحكام وزينة الأحكام
پوهندوی
محمد بن أحمد بن حاسر السهلي
خپرندوی
رسالة دكتورة، جامعة أم القرى
د چاپ کال
۱۴۱۹ ه.ق
د خپرونکي ځای
مكة المكرمة
واحد، ولأن عقده لاثنين يؤدي إلى اختلاف الكلمة، فتفوت المصلحة التي هي مقصود عقد الإمامة، فإذا عقدت لواحد لايجوز عقدها لثان، ولايجوز عقدها لاثنين في حالة(١) واحدة بخلاف القضاء، فإنه يجوز نصب قاض بعد قاض، فيجوز معاً بخلاف الإمامة(٢).
ويخالف النبوة، حيث يجوز نبيان في عصر واحد؛ لأن الوحي يمنع الاختلاف(٣).
وجوز الأستاذ أبو إسحاق(٤) إِمامين في عصر واحد(٥).
وعقد الإمامة: أن يجمعوا على بيعة واحد، أو يعقدها واحد ويسكت الباقون عليه، أو يدعيه متعين عليه، فيرضوا به(٦).
انظر: الأحكام السلطانية للماوردي/٩، التنبيه/٢٤٩.
انظر: شرح غوامض الحكومات ل/١٢٨/ب.
كما حصل في قصة لقاء نبي الله موسى- عليه السلام- نبي الله شعيب - عليه السلام حيث
قال تعالى: ﴿فلما جاءه وقص عليه القصص قال نجوت من القوم الظالمين﴾ سورة القصص آية: ٢٥.
قال ابن كثير في تفسيره "وقد اختلف العلماء في هذا الرجل من هو؟ على أقوال: أحدها أنه شعيب النبي عليه السلام الذي أرسل إلى أهل مدين، وهذا هو المشهور عند كثير من العلماء" ٣٨٤/٣.
فعلى هذا يجوز اجتماع نبيين في عصر واحد، لأن الخلاف بينهما مأمون، ولأن كل واحد منهما يسير وفق ما أراده الله منه، والله أعلم بمصالح خلقه فلا يتصور بينهما النزاع والشقاق في أمر من الأمور، بخلاف الأئمة، فكل واحد منهما يسير وفق مايؤديه إليه إجتهاده، أو بما تشير عليه حاشيته، وفي كلا الحالتين يتصور منهم وقوع الخطأ وحصول النزاع، وربما حصل قتال وسفك للدماء نتيجة هذا الخلاف، وبهذا تخرج الخلافة عن المقصد الذي شرعت له، وهو الوحدة للصف والكلمة للأمة، ومراعاة مصالحها والله أعلم.الأستاذ أبو إسحاق هو: إبراهيم بن محمد بن مهران الإسفرايني، كان فقيهاً، متكلماً، أصوليا، أقر له أهل بغداد، وأهل خراسان بالتقدم، والفضل، كان يلقب بركن الدين، وهو أول من لقب من العلماء صنف كتباً كثيرة منها "التعليق" في أصول الفقه توفي سنة (٤١٧ هـ. وقيل سنة ٤١٨ هـ). انظر: طبقات الشافعية، للأسنوي ٤٠/١، طبقات الشافعية، لابن هداية الله /١٣٥ - ١٣٦.
هذا الرأي ذكره الماوردي، ووصفه بالشذوذ، ولم ينسبه لأحد، وأنا أميل إلى ماقاله الماوردي. أنظر: الأحكام السلطانية/ ٩، وانظر: غوامض الحكومات ل/١٢٨/ب.
انظر: غوامض الحكومات اللوحة نفسها.
88