21

Rawdat al-Hukkam wa Zinat al-Ahkam

روضة الحكام وزينة الأحكام

پوهندوی

محمد بن أحمد بن حاسر السهلي

خپرندوی

رسالة دكتورة، جامعة أم القرى

د چاپ کال

۱۴۱۹ ه.ق

د خپرونکي ځای

مكة المكرمة

المبحث الثاني: الحالة الإجتماعية

عندما بسطت الدولة العباسية، نفوذها على معظم أجزاء الكرة الأرضية، بسهولها المنبسطة، وجبالها الشامخة، وبحارها العميقة، وأنهارها الكثيرة، وشاء الله تبارك وتعالى، وقدر لكل جزء أناساً، يعيشون فيه، تتلائم حياتهم مع طبيعة الجزء الذي يقطنونه، فكان رعاياها من مختلف الأجناس، واللغات والأديان، والمعتقدات، والمذاهب الفقهية، ومختلف العادات، والتقاليد، وغير ذلك، ويمكن إجمالها فيما يأتي:

أولاً: طبقات المجتمع:

لقد ضم مجتمع الدولة العباسية خليطاً من أصناف البشر ومن ذلك(١):

  1. العرب بما فيهم البدو، والحضر، وفي مقدمتهم الخلفاء أنفسهم.

  2. الفرس الذين اعتمدت عليهم الدولة العباسية، في بداية حكمها، وظهرت عليهم النزعة الشعوبية مؤخراً.

  3. الترك الذين دخلوا في صفوف الجند، وعاثوا فساداً في شؤون الدولة العباسية في عصرها الثاني.

  4. الرقيق بجميع عناصرهم، الأسود، والأبيض، وقد ظهروا بشكل كبير، وقد أحدثوا فتنة خطيرة واستمرت (٢٥٥ - ٢٧٠هـ)، كلفت الخلافة الكثير من الأموال.

  5. أهل الذمة: اليهود، والنصارى، والمجوس، الذين هم في حكم أهل الذمة، وكان لهم ثقل إقتصادي.

وهذه الطبقات عاشت في مجتمع الدولة العباسية، وكل فرد من أفراد هذه الطبقات حفظت له الدولة الإسلامية حقوقه، وضمنت له عيشة، وطبقت عليه أحكام الشرع الخاصة به.

ثانياً: وجود النزاع الدائم بين أهل السنة، والشيعة:

وجدت مذاهب عقدية كثيرة متنافسة في المجتمع العباسي، ومن أهمها: المذهب السني، والمذهب الشيعي، اللذين كانا في خلاف مستمر، ونزاع دائم، وقد ح صلت بينهم

(١) انظر: أحسن التقاسيم/١٣٦، تاريخ الإسلام لحسن إبراهيم حسن ٤٣٠/٣ - ٣٥.

19