شيخه (الحسين بن عبيد الله ابن الغضائري) المتوفى سنة 411، وشارك النجاشي في جملة من مشائخه.
وبقي على اتصاله بشيخه حتى اختار الله لأستاذه دار بقائه في سنة 413 فانتقلت زعامة الدين، ورئاسة المذهب إلى علامة تلاميذه علم الهدى (السيد المرتضى) فانحاز (شيخ الطائفة) إليه، ولازم الحضور تحت منبره، وعنى به المرتضى، وبالغ في توجيهه وتلقينه، واهتم له أكثر من سائر تلاميذه، وعين له كل شهر اثني عشر دينارا، وبقي ملازما له طيلة ثلاث وعشرين سنة حتى توفي السيد المعظم سنة 436، فاستقل (شيخ الطائفة) بالإمامة، وظهر على منصة الزعامة، وأصبح علما للشيعة وناشرا للشريعة، وكانت داره في الكرخ مأوى الأمة، ومقصد الوفاد يأتونها لحل المشاكل، وإيضاح المسائل، وقد تقاطر عليه العلماء والفضلاء للتلمذة عليه، والحضور تحت منبره، وقصدوه من كل بلد ومكان وبلغت عدة تلاميذه ثلاثمائة من مجتهدي الشيعة، ومن العامة ما لا يحصى كثرة (1).
وقد نشأ (الشيخ الطوسي) على يد علماء كبار، وشيوخ أجلاء في الفقه، فحضر درس (ابن الغضائري)، ولازم (الشيخ المفيد) خمس سنوات، ولازم (المرتضى) ثلاث وعشرين سنة.
وكان (للمفيد والمرتضى) أثر كبير في تكوين ذهنية (الشيخ الطوسي) وثقافته.
وكان في هذه الفترة يعيش تجربة تطوير البحث الفقهي والأصولي في ظل أستاذيه الكبيرين، وكانت فترة مخاض تمخضت عنها المدرسة .
مخ ۶۱