كانت حافلة بعلماء (الشيعة) وفقهائها، ومركزا فقهيا كبيرا من (مراكز البحث الفقهي).
فعن (الشيخ في كتاب الغيبة: " أنفذ (الشيخ حسين بن روح) - رضي الله تعالى عنه - كتاب التأديب إلى (قم)، وكتب إلى جماعة الفقهاء بها وقال لهم:
انظروا ما في هذا الكتاب، وانظروا فيه شئ يخالفكم " (1).
وهذه الرواية التاريخية تدل على أن (قم) كانت في عهد (حسين بن روح) مركزا فقهيا لها وزنها، حافلة بالفقهاء بحيث يراجعها (الشيخ حسين بن روح) نائب (الإمام الخاص) عجل الله تعالى فرجه ويعرض عليهم رسالة التأديب، لينظروا فيها.
وكانت (قم والري) تحت حكومة (سلاطين آل بويه) وعرف (آل بويه) في التاريخ بنزعتهم الشيعية وولائهم.
ويكفي للدلالة على ضخامة (مدرسة قم) في هذا العصر أن تذكر ما نقله (العلامة الحلي) رحمه الله في شرحه على (من لا يحضره الفقيه).
حيث قال:
إن في زمان (علي بن الحسين بن موسى بن بابويه) المتوفى سنة 329 كان في (قم) من المحدثين مائتا ألف رجل) (2).
ووصفها (الحسن بن محمد بن الحسن القمي) المتوفى سنة 378 - وهي من الفترة التي نتحدث عنها - في كتاب خاص ننقل عناوين أبواب منه ليلمس القارئ سعة هذه المدرسة وضخامتها في القرن الرابع .
مخ ۴۵