إلى مصادرها: من كتب الفقه، والاصول، وغيرهما. وهكذا استمر العمل فكانت به الكفاية للاستاذ والطالب. فكانت ارادة الله جل اسمه، وعظم شأنه أن يمن علينا بلطفه العميم وفضله الجسيم، فتتجسم تلك الامنية، ويبرز الجزء الاول من كتاب. (الروضة البهية) في الوجود.
ركلنا أمل بالله القدير أن يوفقنا عاجلا لطبع الباقي من الاجزاء التي تمت مسوداتها إن شاء الله. فحمدا له على ماهيأ لنا كلما نريد، وذلل أمام طريقنا كل الصعاب ووفر علينا كل جوانب العمل، وما يتوقف عليه المقصود، حتى شاء الله تعالى أن ينجز عملنا بأحسن الوجوه، ويكون هذا أثرا فقهيا خالدا.
فنسألك اللهم وندعوك أن تتقبله منا بأحسن قبولك، وتجعله خالصا لوجهك الكريم، عاريا عن كل ما يبعدنا من ساحة لطفك. كما نسألك أن تأخذ بأيدينا لما فيه رضاك، وتوفقنا لخدمة دينك الحنيف، إنك أنت العزيز الوهاب.
وصلى الله على سيدنا محمد وآله الطيبين الطاهرين.
حررت في (النجف الاشرف ) في (جامعة النجف الدينية) في اليوم الثاني من جمادى الثانية سنة 1386.
السيد محمد كلانتر
تاريخ الفقه الشيعي
مما يؤسف له أن (الفقه الشيعي) لم يؤرخ من قبل الباحثين إلى حد اليوم بصورة منهجية كاملة، ومن تحدث عن تاريخ تكامل (الفقه الشيعي) وتطور الكتابة الفقهية لم يتجاوز ترجمة الفقهاء، وتصنيف طبقات المحدثين.
ولم يظهر لحد الآن تصنيف لعصور الفقه الشيعي، ومراكز تطور الدراسات الفقهية لدى (الشيعة)، وظهور المدارس الفقهية الشيعية على امتداد خط (التاريخ الاسلامي)، وبيان ملامح هذه المدارس وما تمتاز به كل مدرسة على سابقتها، مما نجعلها مدارس متعاقبة ومتوالية في التكامل والنمو.
ولم يبحث أحد من الدارسين كيف (تطور الفقه الشيعي) من مستوى المجموعات الحديثية، والاصول الاربعمائة إلى مستوى (الحدائق الناضرة) و(جواهر الكلام). وهذه مسألة مهمة تحتاج إلى كثير من العناية، والدرس قد نتوفر عليها بصورة سريعة في هذه الدراسة، لعلنا نتوفق أن نفتح الطريق لمن يأتي من بعد: من الباحثين، والدارسين، ليدرسوا الموضوع بشيء أكثر من الدقة والعناية والاحاطة.
ولتطور (المدرسة الفقهية) عند الشيعة تاريخ طويل، كما يكون ذلك لاية ظاهرة اجتماعية أخرى، وكما يكون ذلك لاي كائن حي. ولدراسة تاريخ (تطور الدراسة الفقهية لدى الشيعة) يجب أن نضم حلقات هذا التطور بعضها إلى بعض، وتربط الظاهرة الفقهية بالظواهر المحيطية الاخرى التي تتصل بها، والتي تتفاعل معها على امتداد التاريخ.
مخ ۲۱