الروض الزاهر في غزوة الملك الناصر
بسم الله الرحمن الرحيم الحمد لله الذي أيد الدين المحمدي بناصره، وحمي حماه بمن نهض هو وسلفه بأداء فرض الجهاد في أول الزمن وآخره. وجعل من الذرية المنصورية من يجاهد في الله حق جهاده، ويسهر في سبيل الله فيمنع السيف أن يغفى في إغماده، ويقدم يوم الوغا والموت من بعوثه للعدى وأجناده.
نحمده على ما وهبنا من نصره، ونشكره على نعمه التي خولنا منها بأسا أذاق العدو وبال أمره.
ونشهد أن لا إله إلا الله وحده لا شريك له شهادة ترفع منار هذا الدين، وتضاعف أجر المجاهدين، الذين أضحوا في درج المتقين مرتقين.
ونشهد أن محمدا عبده ورسوله الذي بعثه الله وضروع الكفر حوافل، وربوع البغي أواهل. فلم يزل يجرد الصفاح عن مقرها، ويطلق جياد العزم في مجراها، وصعاد الحزم في مجرها. إلى أن أخمد نار الشرك والنفاق، وظهرت معجزاته بإطفاء نار فارس بالعراق، صلى الله عليه وعلى آله وصحبه الذين جردوا بين يديه سيوف الحتوف فاستقلعت الأغمار، وهاجروا إليه ونصروه فسموا بالمهاجرين والأنصار.
مخ ۳۹