152

الروض الأنف په شرح السيرة النبوية

الروض الأنف في شرح السيرة النبوية

خپرندوی

دار إحياء التراث العربي

شمېره چاپونه

الأولى

د چاپ کال

١٤١٢ هـ

د خپرونکي ځای

بيروت

. . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . . .
ــ
فَنَقّبْ عَنْ الْأُمْلُوكِ وَاهْتِفْ بِيَعْفُرٍ ... وَعِشْ جَارَ عِزّ لَا يُغَالِبُهُ الدّهْرُ
وَقَدْ قِيلَ: إنّ الأملوك كان على عهد منو شهر، وَذَلِكَ فِي زَمَنِ مُوسَى- ﵇ كُلّ هَؤُلَاءِ مَذْكُورُونَ بِأَخْبَارِهِمْ فِي غَيْرِ هَذَا الْكِتَابِ.
وَعَمْرُو ذُو الْأَذْعَارِ كَانَ عَلَى عَهْدِ سُلَيْمَانَ، أو قبله بقليل، وكان أو غل فى ديار المغرب، وسبا أُمّةً وُجُوهُهَا فِي صُدُورِهَا، فَذُعِرَ النّاسُ «١»، مِنْهُمْ فَسُمّيَ: ذَا الْأَذْعَارِ، وَبَعْدَهُ مَلَكَتْ بِنْتُ بِلْقِيسَ هَدَاهِدُ بْنُ شُرَحْبِيلَ صَاحِبَةُ سُلَيْمَانَ- ﵇ وَاسْمُ أُمّهَا يَلْمُقهُ «٢» بِنْتُ جِنّي، وَقِيلَ: رَوَاحَةُ بِنْتُ سُكَين. قَالَهُ ابْنُ هِشَامٍ. وَزَعَمَ أَيْضًا أَنّهَا قَتَلَتْ عَمْرًا ذَا الْأَذْعَارِ بِحِيلَةِ ذَكَرَهَا، وَأَنّهُ سُمّيَ ذَا الْأَذْعَارِ لِكَثْرَةِ مَا ذُعِرَ النّاسُ مِنْهُ لِجَوْرِهِ، وَأَنّهُ ابْنُ أَبْرَهَةَ ذِي الْمَنَارِ بْنِ الصّعْبِ، وَهُوَ ذُو الْقَرْنَيْنِ بْنُ ذِي مَرَاثِلَ الْحِمْيَرِيّ، وَأَبُوهُ: أَبْرَهَةُ ذُو الْمَنَارِ سُمّيَ بِذَلِكَ؛ لِأَنّهُ رَفَعَ نِيرَانًا فِي جِبَالٍ؛ لِيَهْتَدِيَ بِهَا «٣» .
وَأَمّا حَسّانُ الّذِي ذُكِرَ فَهُوَ الّذِي اسْتَبَاحَ طَسْمًا، وَصَلَبَ الْيَمَامَةَ الزّرْقَاءَ، وَذَلِكَ حِينَ اسْتَصْرَخَهُ عَلَيْهِمْ رَبَاحُ بْنُ مُرّةَ أَخُو الزّرْقَاءِ، وَهُوَ مِنْ فَلّ جَدِيسٍ، وَقَدْ تَقَدّمَ الإيماء إلى خبرهم.

(١) فى القاموس جاء بتعبير دقيق «وذو الأذعار تبع لأنه سبى قوما وحشة الأشكال. فذعر منهم الناس، أو لأنه حمل النسناس إلى اليمن»
(٢) فى المروج وفى نسخة أخرى: الهدهاد، وفى المحكم أن هدد بن هماد زوج يلمقه وهى بلقيس بنت يليشرح وأصلها: يلب شرخ. وفى المحبر والطبرى: أليشرح، وفى التيجان أنها بلقيس بنت الهدهاد، وفى الطبرى أيضا ابنة إيلى شرح ويقول بعضهم ابنة ذى شرح بن ذى جدن بن إيلى شرح «الاشتقاق ص ٥٣٢ والحاشية بقلم الأستاذ عبد السلام هارون. وفى جمهرة ابن حزم أن شدد- بفتح ابن زرعة «بضم فسكون» هو زوج بلقيس، وأن إيلى هو والدها.
(٣) فى القاموس لأنه أول من ضرب المنار على طريقه فى مغازيه، ليهتدى بها إذا رجع، وفى الاشتقاق؛ لأنه أول من بنى الأميال على الطرق. وليس بين قوم تبع من اسمه مراثل، إنما هو مرث أو مراثد وسيأتى بعد.

1 / 158