روډ ریاحین

اليافعي d. 768 AH
83

============================================================

الحكاية الخاهسة والخمسون عن ابى عاهر الواعظ رضى الله عنه قال بينما انا جالس بمسجد رسول الله ة اذ جاءنى غلام أسود برقعة فقراتها فإذا فيها أسعدك الله يا اخى بمسامرة الفكرة ونعمك بمؤانسة العبرة وأفردك بحب الخلوة وأيقظك من الغفلة يا ابا عامر أنا اخ من إخوانك بلغنى قدومك فسررت بذلك واشتقت إلى رؤيتك ومجالستك وسماع محادئتك وبى من الشوق ما لو كان فوقى لأظلنى ولو كان تحتى لأقلنى سألتك بالذى حباك بالبلاغة إلا لما ألحفتنى جناح التوصل بزيارتك والسلام (قال) أبو عامر فقمت مع الرسول حتى أتى بي الى قباء فأنزلنى منزلا رحيبا خربا وقال قف ههنا حتى استأذن لك قوقفت فخرج إلى وقال لي لج فدخلت فإذا ببيت مفرد في الخربة له باب من جريد التخل واذا يشيخ قاعد مستقبل القبلة تخاله من الوله مكرويا ومن الخشية محزونا قد ظهرت في وجهه أحزانه وذهبت من البكاء عيناه ومرضت أجفانه فسلمت عليه فرد على السلام واذا به أعمى مقعد مسقام فقال يا أبا عامر غل الله تعالى من أدران الذنوب قلبك لم يزل قلبى اليك تواقا وإلى استماع الموعظة منك مشتاقا وبى جرح نغل قد أعيا الواعظين دواؤه، وأعجز المطببين شفاؤه وقد بلغنى نفع مراهمك للجراح والآلام فبادر رحمك الله في ايقاع الترياق ولو كان مر المذاق فإنى ممن يصبر على الم الدواء رجاء الشفاء قال أبو عامر فنظرت إلى منظر بهرنى وسمعت كلاما افظعنى ففكرت طويلا وتأتى لي من الكلام وسهل من صعوبته ما راق للأفهام وحصل به للسامع المرام فقلت يا شيخ ارم ببصر قلبك في ملكوت السماء وأجل سمع معرفتك في سكان الأرجاء وانقل حقيقة ايمانك إلى جنة المأوى فترى ما أعد الله تعالى فيها للأولياء ثم تشرف على نار لظى فترى ما أعد الله فيها للأشقياء فشتان ما بين الدارين ليس الفريقان في الموت سواء، قال فآن آنة وصاح صيحة ورفر رفرة والتوى وبكى حتى اروى الثرى وقال يا أبا عامر وقع والله دواؤك على دائي وأرجو أن يكون عندك شفائى ردنى يرحمك الله قال فقلت يا شيخ إن الله تعالى عالم بسريرتك مطلع على حقيقة ضميرك شاهدك في خلوتك بعينه حيث كنت عند استتارك من شلقه ومباررته فصاح صيحة كصيحته الأولى ثم قال من لفقرى، من لفاقتى، من لذنبى، من لخطيثتى، أنت لى يامولاى واليك منقلبى ومثواى ثم خر ميتا رحمه الله فخرجت إلى جارية عليها مدرعة من صوف وخمار من صوف قد ذهب السجود بجبهتها وأنفها وتورمت لطول القيام قدماها واصفر لونها فقالت أحسنت والله يا حادى قلوب العارفين ومثير اشجان غليل المحزونين لانسى لك هذا المقام رب العالمين هذا الشيخ والدى مبتل بالسقم منذ

مخ ۸۳