============================================================
المعاية السابعة والغمسون بعد الماين عن أحد الصالفين (قال) خرج رجل من عباد البصرة يشترى حزمة حطب فسمع إقامة الصلاة في بعض المساجد فمال إليه وترك السوق فرأى صرة في طريقه مكتوبا عليها هذه الصرة فيها مائة دينار فتركها ولم يعرج عليها وأقبل على صلاته ثم رجع إلى السوق فاشترى حزمة حطب ودخل بها إلى بيته فلما حلها وجد الصرة فيها فرفع طرفه إلى السماء وقال اللهم كما لم تنس عبدك من رزقك فاجعله لا ينساك في أوقات طاعتك وخدمتك وجعل يقول لو أقبلت على جدمته ونهيت نفسك عن معصيته رأيت لطائف احسانه ونعمته: (وقال) أحد الققراء دخلت على أبى الخير فناولني تفاحتين فجعلتهما في جيبي فقلت لا أتناولهما لكن أتبرك بهما لموضع الشيخ عندى فكانت تجرى على فاقات ولا أتناولهما حتى أجهدتني الفاقة مرة فأخرجت واحدة فأكلتها ثم أدخلت يدى لأخرج الأخرى وإذا بالتفاحتين مكانهما فمازلت آكل منهما حتى دخلت الموصل فجزت على خرابة وإذا بعليل ينادى من الخراية أشتهى تفاحة ولم يكن وقت التفاح فسأخرجت التفاحتين وناولتهما إياه فاكلهما وخرجت روحه من وقته فعلمت أن الشيخ إنما أعطانيهما من أجل ذلك العليل .
العكاية الثامنة والخسون يحد الاشتين عن ذي الثتون المصري رضى الله عنه قال كان عندنا فتى من أهل خراسان بقى عندنا في المسجد سبعة أيام لم يطعم الطعام وكنت أعرض عليه فيأبى فدخل ذات يوم إنسان يطلب شييا فقال له الخراساني لو قصدت الله عز وجل دون خلقه أتاك فقال السائل مالى إلى هذا المكان فقال الخراسانى أي شىء تريد قال ماسد فاقتي وستر عورتي، فقام الخراساني إلى المحراب وصلى ركعتين ثم أتى بثوب جديد وطبق فيه فاكهة فأعطاه السائل قال ذو النون رضى الله عنه فقلت له يا عبد الله ألك هذا الجاه عند الله عز وجل وأنت متذ سبعة أيام لم تطعم شيئا فجثا على ركبته وقال، يا أبا الفيض كيف تنبسط الألسن بالمسألة والقلوب متلئة بأنوار الرضا عنه فقلت له والراضون لا يسألون شيئا فقال منهم من يسأل من باب الإدلال ومنهم من يسأل عناية ومنهم من يسأل عطفا على غيره ثم أقيمت الصلاة فصلى معنا وأخذ ركوته وخرج من المسجد كأنه يريد الطهارة فلم أره بعد ذلك رضى الله تعالى عنه وتفعنا به آمين.
مخ ۲۱۷