============================================================
الحكاية الخامسة عشرة بحد الهايتين عن ذى الثون المصري رضى الله عنه قال بينما اتا أسير في جبل لكام مررت على واد كثير الأشجار والنبات فبينما أتا واقف أتعجب من حسن زهرته ومن خضرة العشب في جتباته إذ سمعت صوتا أهطل مدامعى وهيج بلابل حرنى فاتبعت الصوت حتى أوقفتى بباب مغارة في سفح ذلك الوادى، فإذا الكلام يخرج من جوف المغارة، فاطلعت فيها فاذا برجل من أهل التعبد والاجتهاد فسمعته يقول سبحان من نزه قلوب المشتاقين في رياض الطاعة بين يبديه، سبحان من أوصل الفهم إلى عقول ذوى البصائر فهى لا تعتمسد إلا عليه: سبحان من أورد حياض المودة نفوس آل المحبة فهى لا تحن إلا إليه، ثم أمسك فقلت السلام عليك يا حليف الاحزان وقرين الأشجان فقال وعليك السلام ما الذى أوصلك إلى من أفرده خخوف المتسألة عن الأنام واشتغل بمحاسبة نفسه عن التنطع في الكلام فقلت أوصلنى إليك الرغبة في التصفح والاعتبار والتماس المواهب من قلوب المقربين والأبرار، فقال يا فتى إن لله تعالى عبادا قدح في قلوبهم زند الشغف ونار الومق فأرواحهم لشدة الاشتياق تسرح في رياض الملكوت وتنظر إلى ما ادخر لها في حجب الجبروت، قلت صفهم لى قال أولئك قوم اووا إلى كهف رحمته وشربوا كثوس راح محبته، ثم قال سيدى بهم فألحقنى ولا عمالهم فوفقنى قلت الا توصنى بوصية قال أحب الله تعالى شوقا إلى لقائه فإن له يوما يتجلى فيه لأوليائه وأنشأ يقول : قد كان لى دمع فسافيته وكسان لى جفن فسأدميته وكان لى جم فابليته وكان لى قلب فساضيته وان لى ياسيدى ناظر أرى به الحق فاعيت عبدك أضحى- سيدى موثقا لو شثت فبل اليسوم آويته رضى الله عنه ونفعنا به آمين وبجميع الصالحين.
العاية السافسة عشرة بعد الماهين عن ذى النون المصرى ايضا رضى الله عنه قال بينما أتا اسير على جبل لبنان في جوف الليل إذا أنا بعريش من ورق البلوط وإذا بشاب قد أخرج رأسه من العريش بوجه أحسن من القمر فقال شهد لك قلبى من النوارل بنهاية الصفات الكوامل وحيرت القلوب في كنه ذاتك وسكرها براح محستك وكيف لا يشهد لك قلبى بذاك ولا يحسن قلبى أن يالف غيرك هيهات هيهات.
لقد خاب لديك المقصرون عنك ثم ادخل رأسه في عريشه وفاتنى كلامه فلم أزل واقفا إلى أن طلع الفجر ثم اخرج رأسه ونظر إلى القمر فقال أشرقت بنورك
مخ ۱۹۵