170

============================================================

الحضرمى المذكور أولا في مقبرة زبيد قال المحب فقال لى يا محب الدين أتؤمن بكلام الموتى قلت نعم قال فإن صاحب هذا القبر يقول لى أنا من حشو الجنة وقال المؤلف وحكاياتهم في هذا المقام تطول في اليقظة والمنام ومن المنامات ما رأيت في ذلك أن بعض شيوخى وكان من العلماء الصالحين توفى فرأيته في المنام وهو لابس في ساقيه خلخالين نصف كل واحد منهما ذهب والنصيف الآخر فضة في جهة الطول وليس بينهما لحمة ولا انفصال أصلا أعنى الذهب والفضة وهما يحيران العقل بحسنهما وهو يتبختر في مشيته فانتبهت وكأنى إلى الآن لم أجد حلاوة حسن الخلخالين اللذين صاغتهما يد القدرة.

وسالت بعض الصواغ هل يمكن الصيغة على الصفة المذكورة قال ما نقدر ولا يمكن ذلك ولا بد أن يبقى بينهما فصل ظاهر فعلمت أنه لا يقدر مخلوق على صنعة الخالق القادر سبحاته وتعالى.

الحكاية التاهنة والستون بعد الماقة قال المؤلف كان الله له وبلغه من الخير أمله وختم بالصالحات عسمله رأيت والدى رحمه الله وغفر له وجزاه عنى أفضل الجزاء بعد موته في المنام وكأنه عتبان على لكونه مات وأنا غائب عنه غيبة بعيدة المكان طويلة الزمان فقلت له أما علمت أن يعقوب عليه السلام غاب عنه ابنه دهرا طويلا وقلت كذا وكذا وهو صابر فقال يا ولدى وتشبهنا بالأنبياء أو قال صبرنا كصبر الأنبياء عليهم أفضل الصلاة والسلام ثم رأيته بعد ذلك في أول ليلة من رجب وهى ليلة جمعة بعد أن قرأت على قبره القرآن الكريم فبشرنى وسر بلقائى وقال الحمد لله الذى من على بثلاث خصال الأولى الاجتماع بك ثم انتبهت قبل أن يذكر لى الخصلتين الأخريين عامله الله بلطفه وعفوه وحلمه ومغفرته وفضله وكرمه وإيانا وجميع المسلمين آمين.

قلت مذهب أهل السنة أن أرواح الموتى ترجع فى بعض الأوقات من عليين أو سجين إلى أجسادهم في قبورهم عندمايريد الله تعالى وخصوصا في ليلة الجمعة ويجلسون ويتحدثون وينعم أهل النعسيم ويعذب أهل العذاب وتختص الأرواح دون الأجساد بالنعيم ما كان منها في عليين وبالعذاب ما كان منها في سجين وفي القبر يشرح الروح والجسد في النعيم والعذاب عندما تعود إلى الجسد إلا ليلة الجمعة ويومها فإنه بلغنا أنهم لا يعذبون فيها رحمة من الله وشرفا للوقت:

مخ ۱۷۰