166

============================================================

(قلت) إنما حصلت هذه السعادة لهذا المذكور بعناية سابقة وماتحصل هذه لكل عاص فلا تغتر بهذا فالعصاة كلهم في خطر المشيئة بل الطائعون لا يدرون بماذا يختم لهم نسأل الله الكريم حسن الخاتمة والمغفرة والعفو والعافية في الدنيا والآخرة ويسلم لنا الدين ولأحبابنا ولسائر المسلمين آمين.

المكاية الحادية والستون بعد الماية عن أحد9م قال سألت الله عز وجل أن يريني مقامات أهل المقابر فرأيت ليلة من الليالي كأن القيامة قد قامت والقبور قد انشقت وإذا منهم النائم على السندس ومنهم النائم على الحرير والديباج ومنهم النائم على السرد ومنهم النائم على الريحان ومنهم الضاحك ومنهم الباكي فقلت يارب لو شئت ساويت بينهم في الكرامة قال فنادى مناد من أهل القبور يافلان هذه منازل الأعمال أما أصحاب السندس فهم أهل الخلق الحسن وأما أصحاب الحرير والديباج فهم الشهداء وأما أصحاب الريحان فهم الصائمون وأما أصحاب الضحك فهم أصحاب التوبة والإناية وأما أصحاب البكاء فهم المذنبون وأما اصحاب المراتب فهم المتحابون في الله تعالى انتهى كلامه.

(قلت) هكذا ذكر في الاصل الذى تقلت منه أعنى تفسير أصحاب المراتب ولم يتقدم للمراتب ذكر وقد تقدم ذكر السرر ولم يفسر أصسحابها بعد من هم فلعله أراد بالمراتب السرر المتقدم ذكرها وأما حقيقة المراتب فهى المناصب الشريفة والمقامات العالية المنيفة، ولا شك أن أصحاب السرر المذكورة أشرف مرتبة وأعلى منزلة ممن على الأرض وإن كان أهل الأرض على الحرير وغيره، مع أن السرر المذكورة المعدة للاكرام والمرتبة العالية لا تخلو من الفرش العزيزة الغالية وإن لم تذكر معها كما قال سبحانه وتعالى: إخوانا على سرر متقابلين}(1) ولم يذكر الفرش في هذه الآية، ومعلوم أن السرر المذكورة عليها الفرش المذكورة في آيات أخرى، وإذا قال قائل جلس الملك على سريره وجلسنا عنده علم من ذلك شيئان: أحدهما أن السرير مفروش وإن لم يذكر ذلك: والثاني أن الملك أنما جلس على السرير ليرتفع على من عنده برفعة المجلس مع رفعة المملكة، ولا يرضى آن يجلس معه غيره على السرير ولا يجلس هو مع غيره على الأرض في الغالب.

مخ ۱۶۶