============================================================
ويومها ثم ذكر كلاما طويلا ذكر فيه أن له والدة اشتغلت عنه بالدنيا وتزوجت والتهت وأنه يحق له أن يحزن إذ ليس له من يذكره فسأله صسالح عن منزل والدته أين هو فوصف له الموضع فلما أصبح صالح ذهب وسأل عنها فأرشد إليها فكلمها من خلف الستر وقص عليها القصة فبكت حتى تحدرت دموعها على خدها ثم قالت ياصالح ذاك ولدى وفلذة من كبدى ومن كان بطنى له وعاء وتدبي لسه سقاء وحجرى له حواء قال ثم دفعت إلى ألف درهم وقالت تصدق بها على حبيبى وقرة عيني ولست أنساه من الدعاء والصدقة في باقى عمري إن شاء الله تعالى قال فتصدقت بالألف عنه فلما كان يوم الجمعة الأخرى أقيلت أريد الجامع فأتيت المقبرة واستندت إلى قبر فخفقت برأسى وإذا بالقوم قد خرجوا وإذا بالفتى عليه ثياب بيض وهو فرح مسرور فأقبل نحوى حتى دنا منى، وقال ياصالح جزاك الله عنى خيرا قد وصلت إلى الهدية قلت له أنتم تعرفون يوم الجمعة قال نعم، وإن الطيور في الهواء لتعرفه وتقول سلام سلام ليوم صالح يعنى يوم الجمعة أعاد الله علينا من بركته.
الحكاية الستون بعد المائة عن هالك بن دينار رضى الله عنه قال رأيت قوما بالبصرة يحملون جنازة وليس معهم أحد ممن يشيع الجنارة فسألتهم عنه فقالوا هذا رجل من كبار المذنبين العصاة المسرفين قال فصليت عليه وأنزلته في قره ثم انصرفت إلى الظل فنمت فرأيت ملكين قد نزلا من السماء فشقا قبره ونزل أحدهما إليه وقال لصاحيه اكتبه من أهل النار فما فيه حاجة سلمت من المعاصى والأورار، قال فقال له صاحبه يا أخى لا تعجل عليه اختبر عينيه قال اختبرتهما فوجدتهما مملوءتين بالنظر إلى محارم الله عز وجل قال فاختبر ممعه قال قد اختبرته فوجدته مملوءا بسماع الفواحش والمنكرات، قال فاختبر لسانه قال اختبرته فوجدته مملوءا بالخوض في المحظورات وارتكاب المحرمات، قال فاختبر يديه قال قد اختبرتهما فوجدتهما مملوءتين بتناول الحرام ومالا يحل من اللذات والشهوات، قال فاختبر رجليه قال قد اختبرتهما فوجدتهما ملوءتين بالسعى في النجاسات والأمور المذمومات، قال يا أخى لا تعجل عليه ودعنى أنزل إليه فنزل الملك الثاني إليه وأقام عنده ساعة وقال لصاحبه يا أخى قد اختبرت قلبه فوجدته ملوءا إيمانا فاكتبه مرحوما سعيدا ففضل المولى سبحانه وتعالى يستفرق ما عليه من الذنوب والخطايا وأنشدوا: لما رأوه مبعدا عن طاعتي حكموا بأني لا اجود برحمتى حلمى أجل ولن يضيق على الورى من ذا يحد أوامرى ومشيئتى
مخ ۱۶۵