151

============================================================

وجوههم الخمصة بطونهم الذين إن استأذتوا على الأمراء لم يؤذن لهم وإن خطبوا المنعمات لم ينكحوا، وإن غابوا لم يفتقدوا و إن طلعوا لم يفرح بطلعتهم، وإن مرضوا لم يعسادوا، وإن ماتوا لم يشهدوا قالوا يارسول الله كيف لنا برجل منهم قال ذلك أويس القرنى قالوا يارسول الله وماأويس القرنى قال أشهل ذو صهوبة بعيد ما بين المنكبين معتدل القامة آدم شديد الأدمة ضارب بذقنه إلى صدره، رام ببصره إلى موضع سجوده واضع يمينه على شماله يبكى على نفسه، ذو طمرين لا يؤبه له متزر بازار صوف ورداء صوف مجهول في أهل الأرض معروف في أهل السماء، لو أقسم على الله تعالى لأبره، الا وإن تحت منكبه الأيسر لمعة بيضاء ألا وإنه إذا كان يوم القيامة قيل للعباد ادخلوا الجنة وقيل لأويس قف فاشفع فيشفعه الله عز وجل في مثل عدد ربيعة ومضر، ياعمرو ياعلى إذا أنتما لقيتماه فاطلبا إليه أن يستغفر لكما، يغفر الله تعالى لكما قال فمكثا يطلبانه عشر سنين لا يقدران عليه، فلما كان في آخر السنة التى انتقل فيها عمر رضى الله عنه قام على جبل أبى قبيس فنادى بأعلى صوته يا أهل اليمن أفيكم أويس فقام شيخ كبير طويل اللحية فقال إنا لا تدرى ما أويس ولكن ابن أخ لى يقال له أويس وهو أجل ذكرا وأقل مالا وأهون أمرا من أن نرفعه إليك وأنه ليرعى إبلنا حقير بين أظهرنا فعمى عليه عمر كأنه لا يريده وقال لى اين ابن أخيك هذا أبحرمنا هو قال نعم قال وأين يصاب قال بأراك عرفات قال فركب عمر وعلى رضى الله عنهما مسرعين إلى عرفات فإذا هو قائم يصلى إلى شجرة والابل حوله ترعى فسشدا حماريهما ثم أقبلا إليه فقالا السلام عليك ورحمة الله فخفف أويس رضى الله عنه من الصلاة ورد السلام عليهما فقالا من الرجل قال راعى إبل وأجير قوم، قالا لسنا نسألك عن الرعاية ولا على الإجارة ما اسمك قال عبدالله قالا قد علمنا أن أهل السموات والأرض جميعا عبيد لله فما اسمك الذى سمتك به أمك قال ياهذان ماتريدان إلى ؟ قالا وصف لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم أويسا القرنى فقد عرفنا الصهوبة والشهولة وأخبرنا أن تحت منكبك الأيسر لمعة بيضاء فأوضحها لنا فإن كانت بك فانت هو فأوضح منكبه فاذا اللمعة فابتدراه يقبلانه وقالا نشهد أنك أويس القرنى، فاستغفر لنا يغفر الله لك، فقال ما أخص باستغفارى نفسى ولا أحدا من ولد آدم ولكنه في البر والبحسر من المؤمنين والمؤمنات والمسلمين والمسلمات من هو مستجاب الدعوة، فقالا لابد من ذلك فقال ياهذان قد شهر الله لكما حالى وعرفكما أمرى فمن أنتما فقال على رضى الله عنه أما هذا فأمير المؤمنين

مخ ۱۵۱