144

============================================================

قائل: {هو الذي جعل لكم الأرض ذلولا فامشوا في مناكبها وكلوا من رزقه *(1) فانظروا إلى أصدقكم نية فليخرج عسى أن يأتيكم بشىء من القوت فاختاروا واحدا منهم فقيرا فخرج يشى فى جاتبى بغداد فلم يفتح له بشىء من القوت فأخذه الجوع وأعياه المشى فسجلس عند دكان طبيب نصرانى عليه من الناس خلق كثير وهو يصف لهم الأدوية فنظر إلى الفقير فقال ما بك وما علتك فكره أن يشكو الجوع إلى نصرانى، فمد يده فجسها فقال علتك هذه أنا أعرفها وأعرف دواءها ثم التفت إلى غلامه فقال له امض إلى السوق فائتنى برطل خبز ورطل شواء ورطل حلواء، فمضى الغلام إلى السوق وأتاه بذلك فأخذه النصرانى وناوله الفقير وقال له هذا دواء مرضك عندى فقال له الفقير إن كنت صادقا في حكمتك فهذه العلة في أربعين رجلا فقال النصرانى لغلامه ارجع الى السوق مسرعا واثتنى بأربعين رطلا مثلما أتيتنى به فأسرع الغلام فأتى بذلك جميعه فأعطاه الفقير وأمر حمالا ان يحمله معه إلى موضعه، وقال للفقير اذهب به إلى الفقراء الأربعين الذين ذكرت فذهب الفقير والحمال معه إلى أن وصلا إلى أصحابه والتصرانى يتبعه من بعيد ليختبر صدقه فلما دخل الدويرة التى فيها أصحابه وقف النصراني خلف طارق خارج الباب فوضع الطعام ونادوا الشيخ أبا بكر الشبلى وقدموا الطعام بين يديه فشال الشيخ يده عنه وقال يافقراء سر عجيب في هذا الطعام ثم أقبل على الفقير الذى أتى بالطعام وقال أخبرنى عن قصة هذا الطعام فحكى له القصة بكمالها فقال لهم الشبلى أترضون أن تأكلوا طعام نصرانى وصلكم به ولم تكافئوه فقالوا يا سيدنا وما مكافأته قال تدعون له قبل أن تأكلوا طعامه فدعوا له وهو يسمع فلما رأى النصرانى إمساكهم عن الطعام مع حاجتهم إليه وسمع ما قاله لهم الشيخ قرع الباب ففتحوا له فدخل وقطع زناره وقال ياشيخ مد يدك فأنا أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمدا رسول الله فأسلم وحسن إسلام النصرانى وصار من جملة أصحاب الشبلى رضى الله عنهم الحكاية الرابعة والثلاثون بعد المائة حكى عن الشبلى أيضا رضى الله عنه أنه اعتل فحمل إلى المارستان وكتب عسلى بن عيسى الوزير إلى الخليفة في ذلك فأرسل الخليفة إليه مقدم الأطباء وكان نصرانيا ليداويه فما أنجحت مداواته فقال الطبيب للشبلى والله لو علمت أن مداواتك في قطعة لحم من جسسدى ما عسر على ذلك فقال الشبلى

مخ ۱۴۴