============================================================
إلى منزلى وكان لى شىء من الورد في الليل من البكاء والصلاة وغير ذلك فثقل على جميع أورادى فسهرت وأنا قاعد وغلبتنى عينى فنمت فرأيت ذلك الفقير جاعوا به على خوان مدود وقالوا لى كل لحمه فقد اغتبته وكشف لى عن الحال فقلت ما اغتبته إنما قلت في نفسى شيئا فقيل لى ما أنت ممن نرضى منك بمثله اذهب فاستحله فأصبحت ولم أزل أتردد حتى رأيته في موضع يلتقط من الماء أوراقا مما يتساقط من غسل البقل فسلمت عليه فقال هل تعود يا أبا القاسم فقلت لا فقال غفر الله لنا ولك رضى الله عنهم ونفعنا بهم آمين.
المكاية التاسعة والعشرون بعد المائة عن إبراهيم الخواص رضى الله عنه قال كنت في جبل لكام فسرأيت رمانا فاشتهيته فدنوت منه وأخذت منه واحدة فشققته فوجدته حامضا فمضيت وتركت الرمان فرأيت رجلا مطروحا قد اجتمع عليه الزنابير فقلت السلام عليك فقال وعليك السلام يا إبراهيم قلت كيف عرفتنى فقال من عرف الله تعالى لا يخفى عليه شىء قلت له أرى لك مع الله تعالى حالا فلو سألته أن يقيك ويحميك من هذه الزنابير فقال وأرى لك مع الله تعالى ما لا فلو سألته أن يقيك ويحميك من شهوة الرمان فإن لدغ شهوة الرمان يجد الإنسان ألمه في الآخرة ولدغ الزنابير يجد ألمه في الدنيا قال إبراهيم فتركته ومشيت وأنشد في ذلك : نون الهوان من الهوى مسروقة فأسير كل هوى أسير هوان (قلت) قوله من عرف الله لا يخفى عليه شىء أى شىء توجه إليه أو قصده أر تعلق به أو أطلعه الله تعالى عليه أو نحو ذلك من تخصيص اللفظ العام الواقع في الكلام الفصيح إذ لا يمكن حمل لفظه على العموم وقد قال الشيوخ العارفون المحققون رضي الله عنهم يجوز أن يعرف العارف بالله تعالى الأشياء من حيث التفصيل: الحكاية الثلاثون بعد المائة عن ابراهيم الخواص رضي الله عنه قال كنت بيغداد وهناك جماعة من الفقراء فأقبل شساب ظريف طيب الرائحة حسن الخلقة حسن الوجه فقلت لأصحابه يقع لي آنه يهودي فكره الأصحاب قولي فخرجت وخرج ثم رجع إليهم وقال أيش، قال الشيخ فاحتشموه فألح عليهم فقالوا قال الشيخ إنك يهودي قال إيراهيم فجاءني وأكب على يدي وأسلم فقيل له في ذلك فقال نجد في كتبنا أن الصديق لا يخطئ فراسته فقلت في نفسي أمتحن المسلمين فتأملتهم فقلت إن كان فيهم صديق ففي هذه الطائفة يوجد لأنهم يقولون بترك ما سوى الله فلما اطلع هذا الشيخ علي فتفرس في علمت أنه صديق وصار الشاب من كبار الصوفية رضي الله عنه.
مخ ۱۴۲