[68_2]
وعلى ذكر اللقلق رأيت لغزا في فاختة للمقر الأميني صاحب دواوين الإنشاء وهو بديع في فنه:
وما طائر يهوى الرياض تنزها ... فيسرح في أفنانها ويغرد
هجاء اسمه خمس حروف تعدها ... وخمساه حرف إن تأملت مفرد
وبعدهما تصحيف باقيه إن ترد ... بيانا له أفعى تبين وتشهد
وفيه أخ إن تهت عنه فأخته ... تدل على من قد عنيت وترشد
ثم سار هذا اللغز إلى الديار المصرية وحله بقية السلف الشيخ زين الدين بن العجمي وأجاب عنه يقول:
أيا من له مجد أثيل وسؤدد ... غدا دون مرماه سماك وفرقد
تفيد يسار المقترين يمينه ... ويسراه من يمن الغمامة أجود
سؤالك عن أنثى طروب ولم تزل ... على عودها في الروض تشدو وتنشد
وتجذبني بالطوق عند نشيدها ... لنحو التصابي لا أطيق أفند
وإن بان منها الطرف أمست لعسكها ... تخاف الردى ممن لها يترصد
وإن حذفت باقي الأخير فانه ... على الحذف خاف بل يلوح ويشهد
وأولها مع ما يليه وطرفها ... لنا فاه بالمعنى الذي منه يقصد
وحرفان منها حرف فرد لناطق ... وأف لمن للعكس في ذاك يجحد
بقيت بقاء الدهر عزك باذخ ... ومن مفرق الجوزا لواؤك يعقد
وألغز ابن حجة في قفص لهذه المناسبة فقال:
أي مغنى أعواده بيت شدو ... مرقص مطرب وبالقلب صفق
ولمجموعه النباتي حسن ... فزت من بعضه بسمع المطوق
قال ابن حجة: ومما ألحقوه بالألغاز، ما حكي عن بعض الولاة ببغداد، أن العسس جاءوا بغلامين غلب عليهما السكر، فقال لحدهما: من أبوك؟ فقال الغلام:
مخ ۶۸