[53_2]
عليهن أثواب الحرير مفاخر ... لهن وأثواب لهم لم تقوم
ملابسهم خضر وأنماط عزهم ... (وراد حواشيها مشاكهة الدم)
أرادت لتخفي فتنة من جمالها ... بمعصمها فاستأنفت بالتقدم
سروا سحرا مستأنسين بربعهم ... (فهن ووادي الرس كاليد للفم)
تروضن فيه والظعون بإثرهم ... وأوردن غدرا فيه أكرم مغنم
(كأن فتات العهن في كل منزل ... نزلن به حب الفنا لم يحطم)
فسر نحوها واشف الفؤاد بزوره ... لربع وأطلال وحي مكرم
فهذا حديثي عن سليمي وربعها ... (وما هو عنها بالحديث المرجم)
فإن شئت سر أو شئت أن لا تسر فسر ... (إلى حيث ألقت رحلها أم قشعم)
نعم يا خليلي إنني أنا سائر ... إليها وقد أقسمت في كل مقسم
واعلم منها الوصل أمس وقبله ... (ولكنني عن علم ما في غد عم)
فللمرء أن يخشى عواقب دهره ... ولا يأمن الدهر الخؤون فيندم
ومن لا يظن شرا ليأمن شره ... (يضرس بأنياب ويوطأ بمنسم)
ومن لا يرى حفظ الذمام فريضة ... يهان ومن لا يحسن العفو يذمم
ومن لا يخف جور الزمان يصيبه ... ولو نال أسباب السماء بسلم)
ومن لا يعظم لا يعظم قدره ... (ومن لا يكرم نفسه لا يكرم)
سأطلب منها الوصل لكن بعزة ... ولا أكثر التسآل كالمتظلم
وإن هي جادت بالوصال تعطفا ... فمن أكثر التسآل يوما سيحرم
ولصاحب الترجمة في العذار:
لا تحسبوا أن العذار بوجه من ... أهواه لاح فزال من سلطانه
بل خده القاني توقد ناره ... فعلا الشرار فذاك من دخانه
وظريف هنا قول مظفر الدين الأعمى في هذا المعنى مع زيادة نكتة:
مخ ۵۳