[49_2]
ولصاحب الترجمة في هذا الباب أيضا:
عاتبت لحظ حبيبي في دمي فغدا ... يرمي بأهداب لحظيه فكدت أهم
ثم انثنى قائلا تيها بنيته ... (أني لمن معشر سفك الدماء لهم)
وله فيه:
إني أحب الجود لكن فاقتي ... تركت جوادي أكرة للجحفل
وأروم لا ألقي كريما معسرا ... في العالمين ولا بخيلا قد ملي
وليهنئنك إن قومي في العطا ... (لا يسألون عن السواد المقبل)
فابن السبيل لديهم إن أمهم ... ما يعد من الطراز الأول
وله أيضا وقد وعد بحبر:
كانت ثلاثة أيام فما برحت ... حتى استقلت علي سبع ولم يكن
لا تترك الحبر مقوالا بوعدك لي ... (مثل المعيدي تسمع بي ولا ترني)
لا يخفى حسن إيراد هذا المثل ولطافة موقعه، لان اصل المثل يضرب لمن خبره خير من نظره. وما في هذا البيت يشير إلى هذا إذ الموعود به إنما هو الحبر، والإشارة الثانية كأنه جعله من قبيل مواعيد عرقوب. وكان أول من قال هذا المثل المنذر بن ماء السماء، كما ذكره الميداني ناقلا عن المفضل عن قصة طويلة، لكن نقتصر على البعض منها: وذلك أن المنذر كان يسمع بخبر رجل ويشتهي أن يراه، ويعجبه ما يبلغه عنه، فلما رآه، قال: تسمع بالمعيدي خير من أن تراه، فأرسلها مثلا، فقال ذلك الرجل: أبيت اللعن، وأسعدك إلهك. أن القوم ليسوا بجزر، يعني الشاء، إنما يعيش الرجل بأصغريه لسانه وقلبه. فأعجب المنذر كلامه وسره كلما رأى منه. و(ينشد) على هذا:
ظننت به خيرا فقصر دنه ... فيا رب مظنون به الخير يخلف
وقريب من هذا ما يحكي: إن الحجاج أرسل إلى عبد الملك بن مروان بكتاب مع
مخ ۴۹